وزير الثقافة: الاستقلال ليس حدثًا عابرًا بل واجب يومي
آيم-لبنانون -

رأى وزير الثقافة غسان سلامة ان “الاستقلال ليس حدثًا عابرًا في تاريخ البلاد، هو واجب يومي على كل مواطن وعلى كل مسؤول، ان يراجع ضميره في نهاية كل يوم هل كنت وفيًا لاستقلال بلدي؟ الاستقلال عن ماذا؟ طبعا الاستقلال عن الاحتلال، عن الوصاية، عن الحكم الخارجي لبلادنا لاننا جديرون بأن نحكم انفسنا بانفسنا”، لافتًا الى ان “الاستقلال أيضًا: الاستقلال عن خلافاتنا، عن تقاتلنا ،ان نستقل عن طوائفنا ونكون اوفياء للوطن”.

كلام سلامة جاء خلال رعايته فعالية “اكتبوا وارسموا لبنان حلمكم” في مقر المكتبة الوطنية، وفي حضور السيدة الأولى نعمت عون التي شددت على ضرورة “القاء النشيد الوطني كاملًا في ذكرى الاستقلال وعدم الاكتفاء بالفقرة الاولى منه”، كما حضرت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي وحشد من المشاركين الذين جاءوا من مختلف انحاء لبنان لمناسبة ذكرى الاستقلال حيث عبروا عن حلمهم بالرسم والنص تلبية لدعوة أطلقتها وزارة الثقافة، بالشراكة مع وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية.

وألقى سلامة كلمة قال فيها: “أتوجه اليكم بحضور السيدة الأولى التي نرحب بها في زيارتها الاولى للمكتبة الوطنية ولن تكون الاخيرة ان شاء الله، وارحب بوزيرة التربية التي نتفاهم معها على الاصول كما على التفاصيل، واريد ان اتوجه للحضور من أبنائنا في الوطن من الجيل الصاعد لتلبيتهم نداءنا بان يكتبوا أو يصوروا لنا ماذا يحلمون لهذا الوطن الجميل.”

أضاف: “لقد رد على دعوتنا اكثر من 800 طفل ويافع من مختلف انحاء لبنان وانا سعيد ان اقول ان اكثر من ثلاثة أرباع المشاركين والحضور من خارج بيروت جاءوا من عكار والجنوب والبقاع. واعدكم بأن ارزة ستزرع في مكان ما من لبنان خلال الاسابيع المقبلة بإسم كل من شارك منكم تقديراً لمطالبتكم حيث صورتم لبنان اكثر اخضرارًا ولكي لا تبقى الكلمات مجرد كلمات ولكي يزداد لبنان اخضرارًا”.

وتابع: “اما بعد، انتم تعلمون ان يوم 22 تشرين الثاني هو يوم الاستقلال من العام 1943, يوم تمكنت الحكومة الوطنية ان تضع حدًا للانتداب الفرنسي عن البلاد، ولكن يقيني ان الاستقلال ليس ملك يوم واحد، هو ملك كل ايام السنة 365. في كل يوم علينا ان نتساءل هل قمنا بما يخدم استقلال بلدنا ، أو قمنا بما يقيّم ذلك الاستقلال، وعلينا ان نسأل هل فعلًا تجافينا عنه ونسيناه وتركناه لكي يدافع عن نفسه لذلك فإن الاستقلال ليس حدثًا عابرًا في تاريخ البلد، هو واجب يومي على كل مواطن، على كل مسؤول ايضا ان يراجع ضميره في نهاية كل يوم “هل كنت وفيًا لاستقلال بلدي؟ الاستقلال عن ماذا، طبعا الاستقلال عن الاحتلال، عن الوصاية ، عن الحكم الخارجي لبلادنا لاننا نحن جديرون بأن نحكم انفسنا بانفسنا”.

واستطرد: “ولكن الاستقلال ايضا الاستقلال عن شيء اخر عن خلافاتنا، عن تقاتلنا، يجب ان نستقل عن نزواتنا، وعن طوائفنا ،يجب ان نستقل عن كل ذلك وان نكون أوفياء للوطن. ثم لا تفكروا لحظة واحدة ان موضوع الاستقلال هو موضوع المسوؤلين عن هذا البلد ولكن فكروا ان موضوع الاستقلال هو موضوع للصغار بقدر ما هو للكبار لأن بذرة الدفاع عن الاستقلال نريدها ان تنزرع في قلوبكم لكي نكون مطمئنين إنكم على الاقل كنتم بحرص ابائكم واجدادكم حرصًا على ذلك الاستقلال”.

وختم الوزير سلامة:”اجدد الترحيب بالجميع وادعوكم للتجول في ارجاء هذه المكتبة للدراسة والإطلاع وهي للجميع وليكن كل يوم، يوم دفاع عن الاستقلال.”

بدورها دعت الوزيرة كرامي ابناء الوطن “لرسم لبنان كما يحلمون به، لا كما يُملى عليهم.”، وقالت: “ارسموا وطنًا على صورة أحلامكم. نحن في وزارة التربية والتعليم العالي ملتزمون بحماية أحلامكم ودعم مواهبكم”.

وكانت المديرية التنفيذية للمكتبة الوطنية جلنار عطوي سعد القت كلمة بالمناسبة جاء فيها: “يشرفنا اليوم أن نرحّب بسيدة لبنان الأولى نعمت عون، رمز الحضور الوطني والإنساني، ونشكرها على مشاركتنا هذه الفعالية المميزة والشكر موصول لوزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي ولوزير الثقافة غسان سلامة الداعم لتعزيز المشهد الثقافي اللبناني رغم التحديات”.

أضافت: “الاحتفال بعيد الاستقلال يعني تجديد الالتزام بقيم الحرية والسيادة والوطنية، واستحضار تضحيات الأجداد الذين ناضلوا من أجل تحرير الوطن. هو مناسبة لتوحيد اللبنانيين حول رمز الوطن، وفرصة للتأمل في الماضي والعمل من أجل مستقبل أفضل. هو يوم للوطن، نجدد فيه العهد على حماية وحدته والدفاع عن كرامته وبناء دولة تليق بأحلام أبنائها. كل عام ولبنان بخير، وشعبه موحد على حب الوطن”.

وتابعت: “وبمناسبة عيد الاستقلال، دعت وزارة الثقافة ابناء الوطن للتعبير بالرسم والكلمة عن أحلامهم بوطن جميل، آمن، ومزدهر. عيونهم الصغيرة ترى لبنان كما يجب أن يكون: بلا حرب، بلا خوف، مليئًا بالمدارس والحدائق والألوان. رسوماتهم تنبض بالأمل، وكلماتهم تحمل حلمًا بوطن يحتضن براءتهم ويصون كرامتهم. إنها لحظة صادقة تذكرنا أن الاستقلال لا يُقاس فقط بالتحرر من الاحتلال، بل بقدرتنا على بناء وطن يليق بأطفاله. تحية لكل طفل رسم وطنًا جميلاً فربما من خيالهم يبدأ واقع جديد.”

وقبل التقاط الصورة التذكارية جال الحضور لمشاهدة الرسومات الموجودة في قاعة المطالعة من نتاج أبناء لبنان كما يحلمون وطنهم كيف يكون.



إقرأ المزيد