صوت لبنان - 9/15/2025 4:33:23 PM - GMT (+2 )

الأثنين ١٥ أيلول ٢٠٢٥ - 17:31
المصدر: Kataeb.org
ألقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كلمة لبنان في مؤتمر القمة العربية الإسلامية في قطر فقال: “لأنّ الظرفَ والمأساةَ لا يحتملان غيرَ ذلك. فنحن لم نأتِ إلى هنا لنتضامنَ مع دولةٍ شقيقة. نحن هنا، باسمِ لبنان، كلِ لبنان، لنتضامنَ فعلاً وعمقاً، مع أنفسِنا”.
واعتبر الرئيس عون في كلمته أن المستهدف الحقيقي في العداون الأخير على الدوحةِ الحبيبة، لم يكنْ مجموعةَ أشخاص. بل مفهومُ الوساطةِ ومبدأُ الحلولِ بالحوار.
وتابع: “لم يكنْ هدفُ الاعتداء، محاولةَ اغتيالِ مفاوضين، بل تصفيةُ فكرةِ التفاوضِ نفسِها. ولذلك اختاروا دولةَ قَطَر الشقيقة موقعاً للاعتداء. لأنها ليست مجرّدَ قُطرٍ. بل قاطرةُ حوارٍ ولقاءٍ وسلام. وهذه هي القيمُ التي قصدَ العدوانُ اغتيالَها وتصفيتَها.”
وأكد أننا نعرفُ جميعاً أنّ نُذُراً من ذلك السلوك، نعيشُها كلَ يوم. بضربِ الأطفالِ الجياعِ في غزة. وقصفِ المدنيين العُزّل في سوريا. واستهدافِ الأبرياءِ في لبنان. لكنّ الرسالةَ عبرَ الاعتداءِ على قَطر، كانت أكثرَ وضوحاً وسُفوراً.
وأردف : “بناءً عليه، أعتذرُ منك، أخي سمو الأمير تميم، ومنكم إخوتي رؤساءِ الوفود، عن عدمِ تكرارِ مفرداتِ الإدانة ولازماتِ التنديدِ والشجب. فهذه قد ملأت تاريخَنا وحاضرَنا. حتى باتت تثيرُ السأَمَ في نفوسِ شعوبِنا، أو أكثرَ من السأم.
وأضاف: أولاً، لأننا تعلّمنا بالألمِ والدم، أنّ الاعتداءَ على أيِ شقيق، هو اعتداءٌ علينا بالذات. ثانياً، لأنّ الشقيقَ المعنيَ بالاعتداءِ اليوم، هو قطر. وهي ليست بلداً شقيقاً. ولا بلداً آخر. هي في قلبِ القلب، مكاناً ومكانةً، ودوراً ورسالةً. أما ثالثاً، فلأنه كما يؤكدُ علمُ مكافحةِ الإرهابِ والجريمةِ المنظمة، ففي أيِ اعتداءٍ إرهابي، لا تكونُ الضحيةُ المباشرة هي الهدف فعلاً. بل مجردَ وسيلة. فيما الهدفُ الحقيقي هو من يكون شاهداً على الاعتداء أو ناجياً منه. لأنّ الغايةَ المُبيّتة لأيِ عملٍ إرهابي، ليست تصفيةَ الضحية. بل ترهيبُ من يبقى حياً. وتخويفُه وتعطيلُ إرادتِه، ودفعُه إلى ما لا يريدُ فِعلَه.
وتابع: “أنا هنا لأقول، استناداً إلى ما سبق، بأنّ الصورةَ بعد عدوانِ الدوحة، باتت واضحةً جلية. وأنّ التحدي المطلوبَ رداً عليها، يجب أن يكونَ بالوضوحِ نفسِه. فنحن بعد أيامٍ على موعدٍ مع الجمعيةِ العمومية للأممِ المتحدة في نيويورك. حيثُ يلتئمُ كلُ العالمِ الساعي إلى السلام. فلنذهبْ إلى هناك بموقفٍ موحّد، يجسّدُه سؤالٌ واحد: هل تريد حكومة إسرائيل، أي سلام دائم عادل في منطقتنا؟ إذا كان الجواب نعم، فنحن جاهزون وفقاً لمبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية الشقيقة في قمة بيروت عام 2002 وتبنّتها جامعتنا العربية بالإجماع، وهي تلقى تأييداً دولياً واسعاً بدأ يترجم من خلال اعتراف دول عديدة بدولة فلسطين، وخير دليل على ذلك الإعلان الذي صدر منذ أيام عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة تحت مسمى “إعلان نيويورك” وذلك نتيجة جهد دؤوب من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وفرنسا الصديقة، الذي يحدد “خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها” نحو حل الدولتين. ولنجلس فوراً برعاية المنظمة الأممية وكل الساعين إلى السلام، للبحث في مقتضيات تلك الإجابة. وإذا كان الجوابُ لا، أو نصفَ جوابٍ أو لا جواب، فنحن أيضاً راضون. فندركَ عندها حقيقةَ الأمرِ الواقع. ونبني عليه المقتضى. علّنا نوقفُ على الأقلّ سلسلةَ الخيبات، حيالَ شعوبِنا وأمامَ التاريخ. أقولُ هذا، مقروناً بأصدقِ الدعاء، لبلدانِنا وشعوبِنا بكلِ الخيرِ والسلام.
لبنان جوزيف عون أخبار صوت لبنان قمة الدوحة
إقرأ المزيد