إرتكاز نيوز - 11/21/2024 9:01:33 AM - GMT (+2 )
كتبت الأخبار:
على الوتيرة التصاعدية نفسها، واصلت المقاومة، أمس، تنفيذ عملياتها لصدّ العدوان الإسرائيلي على لبنان عبر البر من خلال قصف تجمعات جنود العدو، وصدّ محاولات تقدّم جنوده على محاور القتال كافة، وعبر الجو من خلال ضرب قواعد العدو وثكناته ومستوطناته على مديات جغرافية متعددة داخل الأراضي المحتلة. فيما توالت الأنباء في وسائل الإعلام العبرية عن «أحداث أمنية صعبة في الشمال». وقالت تقارير إخبارية إن خمسة ضباط وجنود قُتلوا في تفجير مبنى، كما تحدّثت عن وقوع قوة من وحدة «ماجلان» في كمين لحزب الله. وأقرّ جيش العدو لاحقاً بمقتل أحد جنود هذه الوحدة في الكمين. ومساءً، تحدّثت تقارير إعلامية عن إصابة قائد سرية بجروح خطيرة في معارك في جنوب لبنان.
وقد نجحت المقاومة في إبطاء التقدّم الإسرائيلي وإلحاق خسائر بقوات العدو في الخيام وبنت جبيل والبياضة. فقد حاول جيش العدو التوجه نحو الشمال الشرقي لمدينة الخيام انطلاقاً من الوطى حيث وصلت بعض الدبابات الى محيط معمل فرز النفايات عند المنخفض الشرقي المحاذي لكروم الزيتون التابعة لأراضي بلدة إبل السقي في ظل غطاء ناري كثيف جداً من الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف لأنحاء مختلفة من المدينة وصولاً إلى نبع إبل السقي شمالي المدينة، غير أن القوات المتقدّمة لقيت مقاومة ضارية وواجهت صعوبة كبيرة في التقدم نتيجة المقاومة الشرسة في الحيين الشرقي والجنوبي. ورغم المحاولات المتكررة المستمرة منذ خمسة أيام، عجز العدو عن تحقيق أي اختراق في الوسط.
وفي المحور الثاني، منطقة عمليات الفرقة 36 (بنت جبيل)، نجحت المقاومة في إبطاء تقدّم جيش العدو وإلحاق الخسائر به، وإفشال كل محاولاته الهجومية على مدينة بنت جبيل ومنعه من الاندفاع بالمشاة (لواء غولاني واللواء السادس) وبالدروع (اللواء 188 المدرّع) لتجاوز خط الدفاع الأول والوصول إلى مشارف بنت جبيل الجنوبية والشرقية، للسيطرة على بنت جبيل باعتبارها نقطة استراتيجية مهمة. وفيما يتّبع العدو تكتيك الضغط المستمر من عدة اتجاهات للولوج إلى المدينة، ومحاولة تحطيم خط الدفاع من جهة يارون ومارون الرأس وعيترون بهدف الوصول إلى بوابتي بنت جبيل الجنوبية والشرقية، اعتمدت المقاومة تكتيك الهجمات الصاروخية لاستهداف مواقع جيش العدو شرق وشمال مارون الرأس ويارون لإعاقة تقدّمه وتشتيت قواته، فضلاً عن استهداف مناطق التحشيد في مستعمرات المالكية ويرؤون وآفيفيم ومستعمرة سعسع التي تُعتبر خزاناً تعبوياً للقوات التي تناور هجومياً في هذا المحور، بالإضافة إلى نصب كمين لقوات لواء غولاني على مفرق عيترون – عيناثا – بنت جبيل، وإعطاب أي دبابة أو آليات مدرّعة تتجمّع قرب بنت جبيل ومنعها من الحركة أو الهجوم.
وفي محور شمع – البياضة، حيث يواصل العدو محاولات السيطرة على البياضة بعد اجتياز شمع وعزل بلدة الناقورة، من خلال استخدامه تكتيك التقدّم المتواصل المشروط بسقوط شمع، منعت المقاومة العدو من الاجتياز والدخول إلى البياضة وأجهضت كل محاولاته الهادفة إلى عزل الناقورة، وواصلت هجماتها الصاروخية لاستهداف تجمعات الجنود الإسرائيليين في الأطراف الجنوبية لشمع والمنطقة الجنوبية الفاصلة بين شمع والبياضة.
إلى ذلك، ومع تزايد الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه «بناءً على الواقع الميداني، تقدّر وكالات الاستخبارات الأميركية أن اتفاق وقف إطلاق النار يظل أفضل فرصة لعودة الإسرائيليين إلى الشمال»، إذ إن «إسرائيل فشلت في القضاء على صواريخ حزب الله القصيرة المدى، كما أن حزب الله لم ينشر كامل قواته». وأبلغ المسؤولون الأميركيون الصحيفة أنه «طالما استمر إطلاق الصواريخ من لبنان، فإن الحملة الإسرائيلية غير قادرة على تحقيق أحد أهدافها الرئيسية بعودة عشرات الآلاف من السكان إلى الشمال»، معتبرين أن «فشل إسرائيل في الحد من تهديد الصواريخ القصيرة المدى أدى إلى فرض ضغوط على حكومتها لتبنّي وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية مؤقّتاً على الأقل».
وفي السياق نفسه، كشف موقع «واللا» العبري، أن القيادة الشمالية في جيش العدو تنتقد هيئة الأركان بسبب الأداء في «المناورة البرية» في جنوب لبنان. وقال الموقع إن كبار المسؤولين في القيادة الشمالية هاجموا صنّاع القرار في قيادة الجيش بـ«الكيرياه»، وطالبوا بتثبيت الخطوط في جنوب لبنان بعد استعادة حزب الله لمواقعه في القرى التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، واستئنافه لإطلاق النيران المضادة للدروع منها على الجنود.
وتحدّث عن «توتر متصاعد بين قيادة المنطقة الشمالية وفرقة الجليل من جهة، وهيئة الأركان من جهة أخرى». وقال إن الانتقادات تتركّز حول منع نقل معدات عسكرية ضرورية إلى عمق الأراضي اللبنانية، حيث اتُّهمت هيئة الأركان بـ«التركيز على التسوية على حساب الأداء العسكري»، وعلّق مصدر عسكري إسرائيلي على الأمر قائلاً إن «قائد فرقة الجليل، شاي كلافر، يطلب المعدات لتعزيز القوات لكنّ طلباته لا تُلبّى»، لافتاً إلى أن «خطواته أصبحت مقيّدة بشكل كبير».
وعن التحديات الميدانية التي تواجه جيش العدو في جنوب لبنان، أكّدت المصادر ذاتها أن البنية التحتية التي بناها حزب الله على مدى عشرين عاماً في الجنوب «لا يمكن تدميرها خلال وقت قصير». ونقل الموقع عن قائد اللواء غيرشون هاكوهين، قوله: «يجب الصبر لتدمير معظم ما تمّ بناؤه. إذا غادرنا قبل الأوان، سيعود حزب الله مباشرة».
إقرأ المزيد