إیروانی: على مجلس الأمن ألا یغفل عن تحرّکات إسرائیل فی سوریا- الأخبار ایران
بتوقيت بيروت -

وفادت وكالة تسنيم الدولية للنباء بن إيرواني شدّد خلال جلسة مجلس المن حول "الوضع في الشرق الوسط: (سوريا)" على نّ الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة دّت إلى سقوط ضحايا مدنيين، وتدمير بنى تحتية حيوية، وتعميق التوترات الإقليمية.

وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرًا لكم، السيد الرئيس.

بما نّ هذه هي مداخلتي الولى في هذا الشهر، ودّ ن قدّم تهانيّ إلى سيادتكم بمناسبة تولّيكم رئاسة مجلس المن لهذا الشهر باسم جمهورية بنما. نحن واثقون من نّ المجلس، تحت قيادتكم، سيسلك مسارًا ناجحًا. كما رغب في التعبير عن امتناني لباكستان على إدارتها الفعّالة ومساهماتها القيّمة خلال رئاستها في شهر تموز/يوليو الماضي. وودّ يضًا ن شكر السيد بيدرسون، المبعوث الخاص، والسيد فلشر، مساعد المين العام، على تقاريرهما الوافية والمفيدة.

فيما يخصّ الوضع في سوريا، ودّ ن طرح الملاحظات التالية:

ولًا: الوضع الإنساني في سوريا ما زال مساويًا. نحن نُعرب عن تقديرنا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ووكالات المم المتحدة والشركاء الإنسانيين على تقديمهم المساعدات المنقذة للرواح في ظروف صعبة. نؤكد مجددًا على مطالبة مجلس المن بضرورة الوصول الكامل والآمن والسريع ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى جميع المجتمعات المتضررة، وذلك انسجامًا تامًا مع مبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية. وفي هذا السياق، نرحّب بإلغاء جميع الإجراءات القسرية الحادية وغير القانونية المفروضة على الشعب السوري.

هذه الإجراءات غير القانونية تعمّق الزمة الإنسانية، وتعيق جهود إعادة الإعمار، وتعرقل مسار التعافي الاقتصادي. إنّ رفعها شرط ساسي لتهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين والنازحين داخليًا بشكل آمن وكريم. العقوبات لا يجوز ن تُستعمل بدًا كداة للإكراه السياسي و التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.

ثانيًا: لاحظنا التقرير الخير لفريق الرصد التابع للجنة العقوبات (1267) الذي يسلّط الضوء على الخطر المستمر والجاد للإرهاب في سوريا. فتنظيم داعش والقاعدة والمقاتلون الإرهابيون الجانب ما زالوا يزعزعون استقرار سوريا والمنطقة الوسع، ويقوّضون بشكل خطير السلم والمن الإقليمي والدولي. نحن قلقون بشدّة إزاء تقارير موثوقة تفيد بانتقال بعض العناصر الإرهابية والمقاتلين الجانب من سوريا إلى فغانستان، وهو ما يُمثّل تهديدًا مباشرًا لجيران فغانستان واستقرار المنطقة. ونؤكد ن على جميع الدول ن تلتزم التزامًا تامًا بالقانون الدولي في محاربة الإرهاب بجميع شكاله وصوره.

ثالثًا: الوضع في السويداء لا يزال هشًّا. وبحسب التقارير، فإن وقف إطلاق النار عاد الهدوء بشكل مؤقت، إلا نّ الاشتباكات ما زالت مستمرة، مع خطر كبير من تجدّد العنف في غياب ترتيبات مستدامة. التداعيات الإنسانية، بما فيها نزوح ما يقرب من 200 لف مدني وتقييد وصول المساعدات، مثيرة للقلق البالغ. نشير إلى بيان رئاسة المجلس الصادر في 10 آب/غسطس الذي دان هذه الجرائم ودعا إلى حماية جميع السوريين، ونرحّب بإدانة السلطات المؤقتة والتزامها بالتحقيق. لكننا نؤكد على ضرورة تحقيق سريع وموثوق وشفاف وحيادي، بما في ذلك بخصوص الجرائم المرتكبة ضد المجتمعات العلوية في اللاذقية وطرطوس، وضمان محاسبة جميع الجناة.

رابعًا: ما زلنا نشعر بالقلق إزاء الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطات المؤقتة في شمال شرق البلاد. نؤكد على ن التفاعل السياسي المستمر بين الطرفين يجب ن يُشجّع ويُعزّز بفاعلية من جل تفادي التصعيد وتهيئة مسارات حقيقية للحوار.

خامسًا: ينبغي لمجلس المن لا يغفل عن الممارسات المزعزعة للاستقرار التي يواصلها الكيان الإسرائيلي في سوريا. فالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة سفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، وتدمير البنى التحتية الحيوية، وزيادة حدة التوترات الإقليمية. نرفض رفضًا قاطعًا ي محاولات لتقويض سيادة سوريا و تغيير تركيبتها السكانية و تقسيم راضيها. من المؤسف ن البيان الرئاسي الخير لمجلس المن لم يتطرق إلى هذه الانتهاكات. إن الاحتلال الإسرائيلي المستمر وغير القانوني لمرتفعات الجولان السورية، في انتهاك للقانون الدولي وميثاق المم المتحدة وقرارات المجلس واتفاق فصل القوات لعام 1974، يجب ن ينتهي دون تخير.

وخيرًا: نؤكد مجددًا ن السبيل الوحيد لبناء مستقبل مستدام في سوريا هو عملية سياسية بقيادة وملكية سورية، تُيسّرها المم المتحدة، وفقًا للمبادئ الساسية للقرار 2254 الصادر عن مجلس المن. ينبغي لهذه العملية ن تصون حقوق وتطلعات جميع السوريين المشروعة، وفي الوقت ذاته تحافظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها ومؤسساتها الوطنية. وفي هذا السياق، وإذ نشير إلى الاستعدادات الجارية لعقد انتخابات غير مباشرة للبرلمان المؤقت، فإننا نؤكد ن هذه الجهود يجب ن تكون جزءًا من عملية سياسية وسع وكثر شمولًا، تضمن التمثيل والشرعية.

/انتهى/



إقرأ المزيد