علاقاتنا تارخية مع إيران والقضية الفلسطينية من أهم مايجمعنا
بتوقيت بيروت -

وكالة مهر للنباء_ وردة سعد: تجمع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والباكستانية علاقات وطيدة، همها القضية الفلسطينية، علاقةٌ عبر عنها وزير الخارجية الإيراني، الدكتور عباس عراقجي باعتباره ول من زار باكستان بعد ماحصل بين الهند وباكستان، ووقوفه الى جانب الشعب الباكستاني.

وكذلك حين وقفت الاعتداء الصهيو. امريكي على الجمهورية الاسلامية الإيرانية كانت باكستان اولى الداعمين والمساندين لإيران على مختلف الصعد، وكما يقول وزير التجارة الباكستاني جام كمال خان "إيران تاج المة الإسلامية، وانتصارها ضد الكيان الإسرائيلي مصدر فخر لجميع المسلمين".

عناوين متنوعة، ثارتها مراسلتنا، الستاذة وردة سعد، في مقابلة صحفية مع، مؤسس ومين عام اتحاد إسلامي باكستان، سماحة السيد عابد نقوي. وجاء نص المقابلة على النحو التالي:

الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الإيراني إلى إسلام آباد لفتت النظار إليها في الوساط الإقليمية والدولية. ففي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى محاصرة إيران وإضعاف نفوذها في ساحل المتوسط، تفتح باكستان ذراعيها لاستقبال الرئيس بزشكيان. ما همية هذه الزيارة وفي هذا التوقيت بالذات؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذه زيارة تاريخية، ونذكر هنا زيارة الإمام السيد علي الخامنئي حينما كان رئيسًا للجمهورية، وكان قبلها لم يتِ رئيس من إيران إلى باكستان على هذا المستوى، وكانت هناك حرب مفروضة على إيران من قبل صدام، وكان لهذه الزيارة صدى على العالم كله ن إيران في حالة حرب ويتي رئيسها، وقد استقبلوا بحفل كبير، حتى ن الجمهور الباكستاني خرج في استقبال حار وعزيز جدًا لهذه الشخصية المهمة. وذكر حينها ن الجمهور حاول ن يحمل السيارة التي قلت الإمام الخامنئي، فهذا الشيء تاريخي، والآن تتي زيارة رئيس إيران مسعود بزشكيان حاليًا، مهمة ولها توقيت خاص. لابد ن باكستان، وخاصة إيران، تحترم جيرانها خلاقيًا وإسلاميًا وإنسانيًا وسياسيًا، وقبل هذا كله، باكستان مديونة لإيران على مر التاريخ. ففي كل مرة تقع حرب من الهند على باكستان، كانت إيران تسارع لحمايتها والدفاع عنها، حتى قبل الثورة كانت هذه العلاقة مميزة دائمًا، وكان هناك تكاتف بين الشعب الإيراني مع باكستان ضد ي عدوان، وخاصة الهند، والشعب الباكستاني لا ينسى هذا للشعب الإيراني.

الرئيس الباكستاني كد الهداف المشتركة التي تجمع بلاده مع إيران، وشدد على رفضه العدوان على الجمهورية الإسلامية. كما كد شهباز شريف دعمه للبرنامج النووي السلمي في إيران. ما هي الرسائل التي تبعث بها هذه المواقف على الصعيدين الدولي والإسلامي؟ وما هي خلفيات هذا الموقف في التقييم الباكستاني؟

كد الرئيس الباكستاني ن بيننا وبين الجمهورية الإسلامية هداف مشتركة تجمعنا، وهم هدف هو القضية المركزية فلسطين المحتلة والشعب المظلوم في قطاع غزة والكثير من البلدان التي تخاذل حكامها ونسوا وباعوا القضية الفلسطينية. من يحمل راية مظلومية الشعب الفلسطيني هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الطليعة وباكستان معها بهذه القضية الحقانية. ولم نترك ولم ننسَ هذه القضية بتاتًا، هذا هم هدف مشترك بيننا وبين إيران. ولم تتركها الجمهورية الإسلامية حين كان العدوان الصهي-مريكي على إيران مدة 12 يومًا. وبالطبع، باكستان قوة نووية، ومريكا لا تريد ن تمتلك باكستان و إيران هذه القوة. وبيننا وبين إيران استراتيجية سياسية ومنية وعسكرية مهمة مشتركة، لا بد ن نكون سندًا لبعضنا، ون يكون هناك هدف واحد ونكون معًا في خندق واحد إن شاء الله إلى البد.

إذا وقعت مشاكل بين البلدين، كان سببها الولايات المتحدة المريكية وعوان مريكا، وخاصة البلدان التي تقع على الحدود من بحر العرب إلى حدود فغانستان، حيث زرعوا دواتهم، إن كان من القاعدة و داعش، ومن غيرهم ممن يثيرون الفتنة بين البلدين. هنا سببت مشاكل كبيرة، والآن نقول إن هذه المشاكل ذهبت في حال سبيلها، وعرفوا ن هذه الدوات التي زرعتها الولايات المتحدة كانت سبب المشاكل على الحدود، وكثير من المشاكل تم حلها، ونقول إن شاء الله البلدين دركا من كان يسبب لهما المشاكل. وطبعًا مريكا لا تقبل بحل المشاكل بين إيران وجيرانها ون يكون لها علاقة قوية مع باكستان، لنه حين تحل المشاكل سيكون هناك توسع اقتصادي ومني كثر فكثر، وهو مطلوب اليوم رغمًا عن نف مريكا وعوانها في المنطقة. باكستان اليوم تتعامل بشتى الاتجاهات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وباكستان معروف إقليميًا ودوليًا نه بلد قوي.

العلاقات الباكستانية الإيرانية كانت جيدة وإيجابية على الصعيدين المني والسياسي طيلة الفترة الماضية. هل تعتقد ن المباحثات التي جرها الرئيس الإيراني مع نظيره الباكستاني يمكن ن تثمر على تطوير التعاون الاقتصادي والعسكري؟ وما مدى الاستعداد الباكستاني لخطوات حقيقية في هذا الاتجاه؟

دركت القيادة الباكستانية نه كان خط حماية مريكا ضد روسيا في حربها ضد فغانستان، وقد دفعنا الثمن غاليًا، وسبب عداوة بين باكستان وروسيا حتى الآن لم يُعالج. هناك غضب شديد من قبل الروس تجاه القيادة الباكستانية لخسارتها شبابًا كثيرًا في الحرب الفغانية، نحن وهم لا زلنا ندفع الثمن بسبب مريكا. كما استخدم المريكي باكستان في محاربة الروس بفغانستان، اليوم هو يستخدم طالبان وحكومة غير فغانية ضد باكستان. مريكا معروفة بسياساتها الشيطانية، سيما ضد الدول الإسلامية.

باكستان تحاول ن تعالج مورها مع مريكا، فهي كسائر البلدان لا تستطيع ن تشن حربًا ضد مريكا. باكستان لديها رؤية دقيقة للمنطقة وللشرق الوسط ولديها علاقات إقليمية ودولية، لذلك، ولا يمكن مهما بلغت الضغوطات ن تقطع باكستان علاقتها مع الجمهورية الإسلامية و مع ي دولة في الشرق الوسط، حيث هناك مصلحة إقليمية لباكستان ولي دولة، فلا بد ن يكون هناك علاقة قوية.

عندما ذهب رئيس الركان الباكستاني للقاء ترامب، سله: "لماذا وقفت مع الجمهورية الإسلامية؟" فجابه: "نحن بلد ديمقراطي يعتمد على الشعب، والشعب بكمله طلب ن يقف مع إيران في كافة الجوانب بحربها المفروضة. كان هناك تصويت في مجلس الشعب، وتت النتيجة مئة بالمئة بالوقوف إلى جانب إيران ضد إسرائيل، كذلك الحكومة والشعب، لنهم يعتبرون ن إيران بلد خ وعزيز ولدينا تاريخ طويل معه."

هل يمكن القول إن زيارة الرئيس الإيراني تشكل انعطافة في سياستها الخارجية واستراتيجيتها لتعزيز حضورها الإقليمي، بعدما تعرضت له في المنطقة وخصوصًا خسارة حليفها السوري؟ هل ترى ي تبدل و تغيير في اهتمامات إيران وعلاقاتها الخارجية؟

لا شك ن زيارة الرئيس پزشكيان حق طبيعي؛ لا بد ن تمارس بينه وبين القيادة الباكستانية لتطوير علاقاتهم، كون البلدين مجاورتين وإسلاميتين لتطوير العلاقات الإقليمية والدولية.
من حقهم ممارسة هذا الحق لمقاومة مريكا وغيرها.
وبقدر استطاعتهم لا بد ن يوسعوا علاقاتهم قدر الإمكان، وتكوين علاقات دولية وإقليمية مع شتى البلاد، وخاصة الدول الإسلامية والدول المجاورة والبلاد العربية.
بخصوص العرب؛ فلهم شن خاص، مع العلم ن لإيران حق عليهم، وغلبية البلاد العربية تعتبر مديونة لإيران منذ بداية الثورة حتى يومنا هذا. فإيران قدمت الكثير ودعمتهم ماديًا يضًا، وهم يعلمون هذا المر. حتى ن إيران كانت قد نقذت بعض الدول الخليجية من السقوط كثر من مرة، وهم يعلمون جيدًا حق إيران عليهم؛ فتجد بعضهم ممن يحفظ هذا الحق ولا ينكره ويقفون دفاعًا عن الجمهورية الإسلامية ما استطاعوا و بالخفاء؛ ومنهم من نسي هذا الحق مع السف.
فهذا الحق طبيعي، خاصة بعد خسارة الحليف الاستراتيجي بسوريا. هذه الخسارة الكبيرة للشرق الوسط والمنطقة بكملها، وهذه الخسارة لم تكن بالحسبان وقد حصلت خيانة كبيرة. عموماً، هذه خسارة لعلها خسارة دولية، لن ثرها سوف يبقى لفترة طويلة. استبدال الحكومة السورية وحكومة بشار السد؛ هذا دمار شامل لسوريا وللشعب السوري، وسوف تذهب بهم إلى هاوية، وهم جاهلون لما يمكن لمريكا ن تخطط لهم، وطريقهم مجهول.
طبعًا، مريكا لا تريد لهم الخير، فهي لا تريد الخير إلا لنفسها.
نحن نخاف ن يصيب سوريا ما صاب ليبيا وفغانستان والعراق، ولكن العراق لديه قدرة اقتصادية ونفط عانته على الوقوف مجددًا، ما سوريا فإمكانياتها قل بكثير. فالغلب ن تتشابه سوريا مع فغانستان؛ يومًا يحكمها طالبان، ويومًا داعش. هؤلاء لا سياسة لديهم إلا القتل، يعتبرون نفسهم المسلمين الوحيدين، تمامًا مثل إسرائيل؛ ينظرون لنفسهم على نهم شعب الله المختار الذي يحق لهم العيش وحدهم، وبقية الشعوب تقتل. لذلك، فنحن نرجو منهم اتباع سياسة العقل والمنطق والإنسانية، وبالخص الإنسانية قبل ن تكون إسلامية.
الجدير بالذكر نه في فغانستان، بسبب طالبان (كما داعش) الذي سيق من مريكا إلى فغانستان، خرجت بعض الشعوب من فغانستان تقريبًا كليًا، وتهجروا إلى شتى بلدان العالم، ووجود الشيعة في فغانستان بات معزولًا وقليلًا.

إيران جاهرت منذ عقود بتبنيها استراتيجية الوحدة الإسلامية، وتعميق الروابط بين الدول الإسلامية كبديل عن الارتهان للغرب، وخصوصًا المريكي الذي يميز سياسات بعض الدول العربية والإسلامية. هل يمكن ن تنجح استراتيجية إيران على هذا الصعيد اليوم في ظل الضغوط والسياسات المريكية الراهنة؟

سياسة الجمهورية الإسلامية التي رسمها وبناها السيد الخميني رحمة الله عليه، القائد التاريخي الفذ والملهم الكبير، ركيزتها الوحدة الإسلامية.
وقد كان الإمام الخميني مدركًا للسياسة الشيطانية المريكية وذنابها، فقد كان الاهتمام بغلبه مصبوبًا على مسلة الوحدة الإسلامية؛ كما يجب ن نكون اليوم، فلا بد من اتباع هذه السياسة، ون نوايها اهتمامًا كبر، حتى نتمكن من مواجهة وقطع يد مريكا في المنطقة الإسلامية، وحتى نتجنب الإرهاب والفتن التي يفتعلونها بين طوائف المسلمين.
فهذا نموذج قوي، صلب وناجح؛ متبع من قبل القادة المسلمين.
ما الجمهورية الإسلامية، فهي جمهورية قوية ذات تجربة تاريخية، فلا بد لمريكا ن تتعقل وتحذر من هذه الجمهورية التي عمرها يقرب من الخمسين عام.
سابقًا، في بداية انتصار الثورة، لم تكن الجمهورية ذات معرفة، وقد حاولت مريكا شن هجوم صدامي لثمان سنوات، وقد كان لهذا الإرهابي الكثير من المساندين كالصين، فرنسا، وروبا، لمانيا، العرب، الخليج. كنها حرب كونية، ومع ذلك لم يتمكنوا من ن ينتصروا على إيران، التي لم يكن معها إلا الله؛ من كان مع الله، كان الله معه.
ولهذا قول إن الجمهورية الإسلامية، هذه الجمهورية العظيمة، هي الثابتة والباقية؛ فلتفهم يا ترامب، إن لم تفهم، تعلم من سلافك نك لن تقدر على تقسيم هذه المنطقة. من تخدمهم قد انتهى وقتهم؛ هي يام قليلة وستزول إسرائيل وتختفي؛ ثم من ينصرك؟ من يحميك؟ من يسندك؟
إن ردت الاقتصاد فهو في الشرق الوسط؛ إن ردت مستقبلًا لمريكا فهو في الشرق الوسط.
نت غدًا ستكون عزلاً في هاوية لا مخرج منها.
ونا متيقن ورى ن ما بقي إلا يام معدودة إلى حين زوال إسرائيل، وهي منتهية إن شاء الله.
لذلك، لا بد لمريكا وذناب مريكا ن يتعقلوا ويغيروا سياساتهم تجاه هذا الكيان الغاصب الغاشم، الذي يمارس الظلم والعدوان بلا إنسانية.
انظروا ماذا يحدث اليوم في غزة؛ ما ذنب هؤلاء الطفال والنساء العزل الذين تُذبح وتُقتل؟ ولم يكن كافيًا إلا وبعدها التجويع.
لذلك، فنا ناشد البلاد العربية والإسلامية كلها ن تنظروا وارفوا بهؤلاء المظلومين، واتقوا الله.
الله الله بهؤلاء المظلومين.
الله الله بهؤلاء الطفال، اليتام، الشيوخ...

ماذا يكون جوابكم غدًا مام الله؟
وناشد الجمهورية العربية المصرية برئاسة الرئيس السيسي ن يرحموا الشعب المظلوم في غزة، بالله عليك، هؤلاء خوتكم وجيرانكم، لا تتركوهم فتُترك غدًا من الله؛ وانتقام الله شد، فخافوا الله، واتقوا الله، وصلوا على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
/ انتهى/



إقرأ المزيد