بتوقيت بيروت - 8/21/2025 5:02:28 PM - GMT (+2 )

صدر الصورة، رويترز
في جولة الصحف اليوم نستعرض عدداً من الموضوعات على عدة صعدة، بداية من الشرق الوسط ومقال عن "حزب الله"، وكيف يمكن تحييده لصالح الدولة اللبنانية؛ ثم نتحوّل إلى الغرب ومقال عن "معاناة اللاجئين" والمهاجرين في بريطانيا؛ قبل ن نختتم الجولة من الولايات المتحدة بمقال عن "الحياة الطيبة"- هل توجَد، وكيف يمكن الوصول إليها؟
نستهل جولتنا من صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ومقال بعنوان "حزب الله ليس الجيش الجمهوري اليرلندي"، للكاتبة كيم غطاس.
ورت كيم ن التوقعات بانضمام لبنان قريباً إلى اتفاقات براهام، و بتطبيع السعودية مع إسرائيل، تعكس قصور صحابها في فَهم حقيقة الوضع في المنطقة وفي معرفة الطراف المؤثرة فيه.
واستدركتْ الكاتبة بالقول إنه صحيحٌ نّ ثمة تغييرات كبيرة تشهدها المنطقة، ومنها تراجُع القوة العسكرية لحزب الله بشكل كبير، وانعزاله سياسياً داخل لبنان، وانقطاع الطريق الذي كان يتلقّى عبره الإمدادات بعد سقوط نظام السد في سوريا.
ولفتت كيم إلى ن الحكومة اللبنانية، في سابقةٍ تاريخية، صوّتتْ مطلع غسطس/آب الجاري لصالح نزع سلاح الحزب، كما مرت الجيش بوضع خطة- وذلك كله وفقاً لقرارات المم المتحدة.
ونبّهت الكاتبة إلى ن إيران لا تزال تعتبر حزب الله "سلاحاً هاماً" في ترسانتها يمكن ن تستخدمه في مواجهة خرى متوقَّعة مع إسرائيل.
وقالت كيم غطاس إن حزب الله، رغم اغتيال معظم قياداته، عاد مُجدداً إلى حضن طهران؛ وما لم تصبح إيران نفسها طرفاً في تفاهُم إقليميّ مع إسرائيل، لن يكون بإمكان حزب الله ن يُبرم اتفاقه الخاص مع الدولة اللبنانية فيما يتعلق بالنزع الكامل لسلاحه وإلى نْ يحدث ذلك، فهناك الكثير مما يمكن القيام به.
وشارت كيم إلى شروع الجيش اللبناني في مصادرة سلحة حزب الله الثقيلة، وتفكيك بِنيته التحتية جنوب نهر الليطاني، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار المبرَم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ورت الكاتبة ن ثمة طريق فضل من ذلك يمكن للدولة اللبنانية ن تسلكه، وهو: ممارسة ضغوط مالية وقضائية لتضييق الخناق على حزب الله، بحيث لا يعود يستطيع المناورة.
وثمة شيء كثر جدوى وكبر تثيراً من كل ذلك، بحسب صاحبة المقال، ويتمثل في تقديم الخدمات للشيعة اللبنانيين، وسحْب البساط من تحت قدم حزب الله في هذا الصدد.
ولطالما استندت شرعية الحزب على إقناع المجتمع بنه وحده القادر على تقديم تلك الخدمات إليهم، فضلاً عن حمايتهم، بحسب الكاتبة التي رت نّ تقديم الحكومة كبديل للحزب على هذا الصعيد سيكون صعباً، لا سيما في ظل الهجمات الإسرائيلية المنتظمة على لبنان، وفي ظل احتلال إسرائيل لخمس نقاط على الجانب اللبناني من الحدود.
واختتمت الكاتبة بالقول إنه "بينما تحاول الحكومة اللبنانية توطيد ركان سُلطتها والدفاع عن الدولة، فإنه يقع على كاهل إسرائيل نْ تساعد في البرهنة على ن سلاح حزب الله لم يعُد ذا فائدة".
صدر الصورة، علامي
وإلى الغارديان البريطانية، حيث نطالع مقالاً بعنوان: "نا لاجئ شرعي في بريطانيا. فلماذا لقى معاملة المجرمين؟"، للكاتب يمن الحسين.
وقال الحسين، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 31 عاماً، إنه لا يكاد يمرّ يوم دون إهانة جديدة يتلقاها طالبو اللجوء واللاجئون في بريطانيا، ما بين وصْفهم بالطُفيليين حيناً والذئاب البشرية حيناً آخر، وبنهم رجال في سِن القتال ما كان ينبغي ن يغادروا وطانهم.
"وفي بعض الحيان، نحنُ 'غير شرعيين' وهو الوصف الكثر إهانة"، وفقاً للحسين، الذي يتساءل: "متى صبحت النجاة بالحياة جريمة؟".
ونوّه الكاتب إلى ن الشخاص الذين يوجّهون تلك الاتهامات للاجئين غالباً ما يكونون بارعين في إيصال صواتهم للجماهير.
ويتساءل الحسين مجدداً: "كم مرّة جلس معنا يّ من هؤلاء الذين يرموننا بتلك الاتهامات؟ كم مرّة استمعوا إلى قصصنا؟".
وقال الكاتب إن الناس لا يقفون على مقدار التعب الذي يكون عليه اللاجئ بعد ما شاهد من هوال في وطنه اضطرته إلى مغادرة هذا الوطن والنجاة بحياته.
ولفت الحسين إلى نه رغم كل شيء هناك شخاص رائعون عاملوه بإنسانية، بدءاً من عناصر في قوات حرس الحدود الفرنسية والبريطانية، لكنّ "هناك شخاصاً لا يرون في اللاجئين سوى مجرمين"، على حد تعبيره.
وقال الكاتب إنه عند وصوله إلى المملكة المتحدة في عام 2017 ظنّ للوهلة الولى نه خيراً وصل إلى برّ المان، لكنّ ذلك الظنّ تبدّد في قسم الشرطة، وفقاً للحسين، الذي ضاف نه ظلّ مُطالَباً بالمثول إلى القسم بانتظام لمدة تجاوزت عامين للبتّ في قرار منحه حق اللجوء.
"لكن بعيداً عن السلطات، متمثلة في قسم الشرطة، كان المجتمع البريطاني بشكل عام كثر ترحيباً بنا؛ فكان بإمكاني ن مشي في شوارع كثر المدن تنوّعاً ون خالط الناس، ولقد قابلت شخاصاً رائعين طالما جعلوني شعر نني واحد منهم"، على حدّ تعبير الحسين.
"لكن كل هذا تغيّر منذ قدّمت الحكومة السابقة خطة رواندا- التي ُلغيت الآن"؛ ليتمّ الزجّ بالبعض في مراكز الاعتقال وليتلقوا تهديدات بالترحيل- وقد كان ذلك شيئاً مرعباً".
ولفت صاحب المقال إلى نه ومنذ غيّرت الداخلية البريطانية سياستها في فبراير/شباط الماضي، صبحت الطلبات التي يتقدّم بها مَن دخلوا البلاد على نحو غير قانوني للحصول على جنسية "يتمّ رفضها بشكل اعتيادي".
وقال الحسين إن حد الكوابيس التي صبحت تقُضّ مضجعه بشكل اعتيادي هو ن يصرخ طلباً للنجدة في وسط شارع ولا حد يستمع إليه.
ورى الكاتب نه وبعد ن عاش سنوات في المملكة المتحدة، صبح كثر قدرة على فَهم السياسات، قائلاً إن الناس إنما يرغبون في إلقاء اللوم على طرَفٍ فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي وحالة الخدمات العامة- وبالطبع ليس هناك طرفٌ سهل في هذا المقام من المهاجرين واللاجئين.
ونوّه الحسين إلى ن معظم اللاجئين يحلمون بالعودة إلى وطانهم متى كان ذلك آمناً، "فمَهما فعلْ هنا سيُنظَر إليّ دائماً على نني مجرم وسظلّ مهدَّداً بالترحيل، مهما انطوى عليه ذلك من مخاطر على حياتي".
واختتم الحسين بالقول إن "العنصرية السافرة تشهد ازدهاراً في بريطانيا، وإذا كان المر قد بد باللاجئين والمهاجرين، فإنه سرعان ما سيطال الآخرين لمجرد نهم ملوّنون و لنهم مختلفون دينياً، و بسبب توجهم الجنساني. وما لم يتمّ التحرّك الآن فإن المور ستسوء"، وفقاً لصاحب المقال.
صدر الصورة، غيتي الصور
ونختتم جولتنا من واشنطن بوست المريكية، ومقال بعنوان: "هل هناك حياة طيبة؟ الباحثون يجيبون بـ 'نعم'"، للكاتب ريتشارد سيما.
ويقول سيما إن كثر من ربعين عاماً من البحث عن معنى الحياة الطيبة وعن كيفية الوصول إليها، تمخضتْ عن جوابين اثنين: الول هو ن الحياة الطيبة هي "حياة سعيدة"، يمكن الوصول إليها عبر السعي وراء الراحة والرضا والفرح كثر من البحث عن الحزان.
ما الجواب الثاني، فهو ن الحياة الطيبة هي "تلك التي يكون لها معنى"، والتي تجري انطلاقاً من هدف يُرجى الوصول إليه، وتكون حافلة بالتواصل في عالم فضل.
لكن مؤخراً، توصّل الباحثون إلى جواب ثالث، وهو ن الحياة الطيبة هي تلك "الحياة الغنيّة نفسياً"، الحافلة بالتجارب الجديدة، وبالنظرة المتجددة إلى الشياء والمور. ولكنها يضاً حياة حافلة بالتحديات والمصاعب كثر مما في حالة الحياة السعيدة و الحياة التي لها معنى.
يقول شيغيهيرو ويشي، الباحث بجامعة شيكاغو: "ردنا حياة كثر استكشافاً ومغامرةً وإبداعاً من الحياة الطيبة"، كتلك التي يحياها الفنانون والشعراء.
وكان ويشي هو ول مَن وضع تصورّاً للغنى النفسي.
ويرى ويشي ن السعادة تزيد وتنقُص آنياً رَهْنَ الخبرات الجيّدة والسيئة؛ مّا الغِنى النفسي، فهو مرتبط بكَمّ الخبرات المثيرة التي يمرّ بها الإنسان في رحلة حياته.
وهذه شياء يمكن اكتسابها من الترحال و من التعرُّف على شخاص مختلفين، و من قراءة الكتب و من مجابهة ظروف صعبة والتغلُّب عليها.
تقول إرين ويستغيت، الباحثة في علم الاجتماع بجامعة فلوريدا، إن الحياة الغنيّة نفسياً هي حياة مثيرة تطالبنا بالتخلّي عن مناطق الراحة التي نركن إليها، وبن نكون على استعداد لتغيير آرائنا.
وتضيف إرين: "ذِهنياً وعاطفياً، ليس من المريح ن يدرك الإنسان خط النظرة التي كان ينظر بها إلى العالم و حتى إلى نفسه".
ويخلص صاحبُ المقال إلى ن الحيوات الثلاث التي شرنا إليها (الحياة السعيدة، والحياة التي لها معنى، والحياة الغنيّة نفسياً) يمكن ن يُلخّصها مَن عاشها بعبارة واحدة في نهاية الطريق:
فصاحب الحياة السعيدة سيقول: "لقد كان المر مُمتعاً"؛ مّا صاحب الحياة التي لها معنى فسيقول: "لقد حدثتُ فارقاً"؛ لكنّ صاحب الحياة الغنيّة نفسياً سيقول: "يا لها من رحلة!".
إقرأ المزيد