بتوقيت بيروت - 12/19/2025 2:04:26 PM - GMT (+2 )

يحذر خبراء ومحللون سياسيون من أن الرئيس دونالد ترامب قد يكون بصدد تكرار الخطأ نفسه الذي أضعف سلفه جو بايدن، والمتمثل في تقديم خطاب اقتصادي متفائل لا ينسجم مع شعور الأمريكيين اليومي بارتفاع الأسعار وتآكل القدرة الشرائية، في وقت تُظهر فيه استطلاعات الرأي اتساع الفجوة بين مؤشرات الاقتصاد الكلي وتجربة المواطنين الفعلية، وفقًا لما نشرته مجلة “نيوزويك“.
وخلال خطاب وُجه إلى الأمة هذا الأسبوع، دافع ترامب بقوة عن أداء إدارته الاقتصادي، مؤكدًا أن أمريكا “عادت أقوى من أي وقت مضى”، وأن التضخم “توقف”، والأجور ارتفعت، والأسعار انخفضت. كما حمّل بايدن مسؤولية ما وصفه بـ“الفوضى الاقتصادية” التي قال إنه ورثها عند عودته إلى البيت الأبيض مطلع عام 2025، مشددًا على أن سياساته، بما في ذلك الرسوم الجمركية، مهدت الطريق لانتعاش اقتصادي غير مسبوق.
غير أن هذا الخطاب المتفائل يصطدم بنتائج استطلاعات حديثة، أظهرت أن غالبية الأمريكيين لا يشاركون الرئيس هذا التقييم. فقد أشار استطلاع أجرته “يوغوف” إلى أن أكثر من نصف الأمريكيين يرون أن الاقتصاد يسير في الاتجاه الخاطئ، بينما قال عدد محدود فقط إن الوضع الاقتصادي “جيد” أو “ممتاز”. وأظهرت نتائج مشابهة لاستطلاع أجرته جامعة كوينيبياك، أن القلق بشأن الأسعار وتكاليف المعيشة لا يزال مهيمنًا على المزاج العام.
ويرى أكاديميون أن هذا التناقض يعكس مشكلة أعمق في طريقة التواصل السياسي. فبحسب خبراء، ركز كل من بايدن سابقًا وترامب حاليًا على إبراز مؤشرات مثل نمو الناتج المحلي وأداء الأسواق المالية، في حين تجاهل الخطاب الرسمي الإحساس اليومي للمواطنين بغلاء المعيشة وعدم اليقين الاقتصادي. ويؤكد هؤلاء أن الناخبين لا يقيمون الاقتصاد عبر الأرقام المجردة، بل من خلال أسعار الوقود والغذاء والإيجارات.
وتحذر أستاذة الاتصال السياسي آن دانيهي من أن تجاهل هذا الشعور قد يجعل الرئيس يبدو “منفصلًا عن الواقع”، مشيرة إلى أن الناخبين يبحثون عن خطاب يعترف بمعاناتهم قبل أن يطلب منهم الصبر. وأضافت أن أحد أسباب تراجع شعبية بايدن في فترته كان الإصرار على القول إن الاقتصاد بخير، بينما كان كثير من الأمريكيين يشعرون بعكس ذلك تمامًا.
ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، يرى محللون أن استمرار هذا النهج قد يحمل كلفة سياسية مرتفعة على الجمهوريين، خاصة في الدوائر المتأرجحة. فالتاريخ الانتخابي يشير إلى أن الحزب الحاكم غالبًا ما يدفع ثمن الاستياء الاقتصادي في الانتخابات النصفية، وهو ما يعزز مخاوف من أن رسالة ترامب الاقتصادية، إذا لم تتغير، قد تضعف فرص حزبه في الاحتفاظ بالأغلبية.
في المقابل، يصر البيت الأبيض على أن المقارنة بين ترامب وبايدن “غير دقيقة”، مؤكدًا أن الإدارة الحالية تركز على تخفيف الأعباء الاقتصادية وتحقيق نتائج ملموسة. إلا أن خبراء السياسة يتفقون على أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في السياسات، بل في القدرة على مخاطبة الأمريكيين بلغة تعكس واقعهم، وتوازن بين الأمل والاعتراف بالمشكلات القائمة.
تم نسخ الرابط
إقرأ المزيد


