تعتمد أسعار العقارات بشكل أساسي على “الموقع، ثم الموقع، ثم الموقع”، وقد ثبتت صحة ذلك بشكل خاص في الولايات المتحدة حاليًا – ففي نصف البلاد لا تزال أسعار المساكن ترتفع، وفي النصف الآخر تنخفض.

ووفقًا لموقع “أكسيوس” تُظهر بيانات الأسعار أن وضع سوق الإسكان أكثر تعقيدًا من مجرد تراجع القدرة على تحمل التكاليف وارتفاع أسعار الرهن العقاري، كأسباب لانخفاض الطلب على مستوى البلاد، فهناك عوامل أخرى دورًا كبيرًا مثل قوانين تقسيم المناطق، ومخاطر المناخ، والأوضاع الاقتصادية.

العرض والطلب

لكن في نهاية المطاف، تدور قصة سوق الإسكان حول العرض. ففي الأماكن التي تعاني من نقص في المساكن المتاحة، وقلة المساكن المشيّدة حديثًا، لا تزال الأسعار صامدة.

لكن المناطق في الجنوب، وخاصة تكساس وفلوريدا، التي شهدت الكثير من البناء الجديد على مدى السنوات القليلة الماضية، تشهد انخفاض الأسعار.

ولا يقتصر الأمر على المنازل الجديدة فحسب؛ بل إن أصحاب المنازل الحاليين في هذه المناطق يتطلعون أيضًا إلى بيع منازلهم وترك تكاليف التأمين الأعلى ومخاطر المناخ.

يقول تشين تشاو، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في ريدفين: “في ولايات مثل فلوريدا وتكساس، تعب الناس من الأعاصير”. ويعرض هؤلاء الناس منازلهم للبيع. كما أن هذه الأماكن أيضًا تضم منازل ثانية للعديد من الأشخاص، وبدأ هؤلاء يتخلون عنها أيضًا.

انخفاض وارتفاع

وانخفض سعر المنزل النموذجي بنحو 6% في منطقة تامبا الحضرية في يونيو هذا العام. كما انخفضت الأسعار بنسبة 3% في منطقة جاكسونفيل الكبرى، وبنسبة 6% في أوستن.

وتشهد منطقة Sun Belt، التي كانت لفترة طويلة منطقة شعبية لبناة المنازل، انخفاضًا في الأسعار أيضًا – حيث انخفضت بنسبة 4% في منطقة فينيكس الحضرية.

في المقابل يواصل سعر المنزل العادي ارتفاعه في الغرب الأوسط والشمال الشرقي. وارتفعت أسعار المنازل بنسبة 4% في منطقة مدينة نيويورك الكبرى منذ يونيو الماضي، وبنسبة 3% في شيكاغو، وبنسبة 2% في مينيابوليس.

وهذه هي المناطق التي يكون فيها تشييد المباني الجديدة أكثر صعوبة، بسبب قيود تقسيم المناطق ونقص المساحة.

يقول تشاو: “هناك فرق كبير في العرض بين الشمال الشرقي والجنوب. من الأسهل بكثير القيام بأعمال البناء في الجنوب، ما يعني زيادة كبيرة في أعمال البناء الجديدة”

وتصل المنازل الجديدة إلى السوق بشكل أسرع بكثير، وبينما يستطيع مالك المنزل الحالي الانتظار حتى يلبي السوق طلبه، لا يمكن لباني المنازل الجديدة فعل ذلك، وهو ما يجعل شركات البناء تطرح المنازل في السوق وتكون على استعداد لقبول سعر أقل.

حكاية بلدين

ولفت الكاتب ديريك تومسون من مجلة أتلانتيك، الانتباه إلى هذه الثنائية في حلقة حديثة من Eloudka الخاص به قائلًا: “يبدو الأمر كما لو أن أمريكا تتكون من دولتين في الوقت الحالي من منظور الإسكان”.

حتى لو انخفضت الأسعار بالقرب منك، فمن المحتمل أنها لا تزال أعلى مما كانت عليه في عام 2019، قبل أن تؤدي موجة شراء المنازل إلى ارتفاع الأسعار.

وتبلغ قيم المنازل النموذجية على مستوى البلاد حوالي 46% أعلى من مستويات ما قبل الوباء، وفقًا لشركة Zillow.

لقد تم تسمية المناطق الحضرية متوسطة الحجم في الغرب الأوسط والشمال الشرقي للتو كأفضل أسواق الإسكان في الصيف من قبل صحيفة وول ستريت جورنال وموقع realtor.com، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قدرتها على تحمل التكاليف و”قدرتها على الصمود في مواجهة تغير المناخ”.

نسخ الرابط