صوت بيروت إنترناشونال - 12/20/2025 2:10:57 PM - GMT (+2 )
في أحد أقبية شارع المتنبي الشهير وسط بغداد، تختبئ “مكتبة الحكمة” كجوهرة ثقافية نادرة، يديرها عدنان جعفر غني (68 عاماً)، الذي كرّس أكثر من ثلاثة عقود من حياته لنشر ثقافة القراءة وجعل الكتاب في متناول الجميع.
بدأت فكرة المكتبة من شغف شخصي بالقراءة، تحوّل مع الوقت إلى رسالة ثقافية، حيث حوّل غني قبوًا متواضعًا إلى فضاء عام يزخر بآلاف الكتب في شتى المجالات، من الطب والعلوم إلى التاريخ والكتب الدينية والروايات النادرة، وبمختلف اللغات. ويحرص صاحب المكتبة على بيع الكتب بأسعار رمزية، أو تقديمها مجانًا لمن لا يستطيعون شراءها، إيمانًا منه بأن الارتقاء بالإنسان يبدأ بالقراءة.
وتأتي الكتب إلى المكتبة من مصادر متعددة، بينها مكتبات خاصة، وبيوت تركها أصحابها بسبب السفر أو الإرث، إضافة إلى معارض الكتب وتبادل المجموعات بين المكتبات. ومع مرور الوقت، أصبحت مكتبة الحكمة مقصدًا لطلاب الجامعات والأكاديميين والمهنيين والمثقفين، الذين يجدون فيها تنوعًا معرفيًا وبيئة إنسانية قائمة على المشاركة والعطاء.
ويرى المترددون على المكتبة أن مبادرة غني تتجاوز البيع والشراء، لتصبح خدمة ثقافية للمجتمع بأسره، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه القراءة والوعي الثقافي. ويؤكد صاحب المكتبة أن أبوابها مفتوحة للجميع، داعيًا الشباب والنساء والرجال إلى اعتبارها مكتبتهم الخاصة، سواء للاستعارة أو الاقتناء المجاني أو الرمزي.
وتأتي هذه المبادرة الفردية في سياق الحفاظ على إرث شارع المتنبي، القلب الثقافي النابض لبغداد، في وقت يشدد فيه مثقفون وأصحاب مكتبات على الحاجة الماسة إلى تعزيز الوعي الثقافي ومواجهة ما يصفونه بأزمة ثقافة عامة. وبين الأزقة الضيقة المؤدية إلى المكتبة، يستمر توافد القرّاء، ليبقى قبو “مكتبة الحكمة” شاهدًا حيًا على أن شغف فرد واحد قادر على إبقاء شعلة المعرفة متقدة.
The post مكتبة الحكمة.. قبو صغير في شارع المتنبي يحفظ روح القراءة في بغداد appeared first on صوت بيروت إنترناشونال.
إقرأ المزيد


