بتوقيت بيروت - 11/24/2025 12:06:20 AM - GMT (+2 )
ويأتي هذا التدهور كنتيجة مباشرة للحرب المستمرة، حيث أكد الخبراء أن 25 مليون سوداني إجمالا باتوا مهددين بمجاعة طاحنة.
ويقول الموظف السابق في وزارة الزراعة السودانية محمد بدر الدين لـ”سودان تربيون”، إن نحو 60% من المساحة الزراعية التي كانت تستخدم قبل الحرب خرجت عن دائرة الإنتاج بسبب الصراع.
وأكد انخفاض التمويل بما أثر على المشاريع الكبرى مثل مشروع الجزيرة، حيث خرجت 55% من أراضي المشروع من الدورة الزراعية.
وكشف عن معلومات حديثة تشير إلى انخفاض إنتاج الحبوب مثل الذرة إلى أقل من ثلاثة ملايين طن مقارنة بنحو 5 – 6 ملايين طن قبل الحرب.
وكان القطاع الزراعي يمثل قبل الصراع 48% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وفقا لإحصاءات عام 2017 (آخر إحصاء علمي)، ويوظف 61% من القوى العاملة، بحسب ما أفاد الخبير الاقتصادي الدكتور هيثم محمد فتحي لـ”سودان تربيون”.
لكن الخبير الزراعي حامد عبد اللطيف عثمان أوضح للموقع الإخباري ذاته أن نشوب الحرب أدى إلى تقلص الإنتاج الزراعي إلى أقل من العشر، مشيرا إلى أن القطاع خرج تماما من دورة الاقتصاد السوداني وليس من الصادر فقط.
وأضاف عثمان: “غالب أهل السودان في الوقت الراهن تهددهم مجاعة طاحنة، وبالذات مع تقلص مساحات الذرة والقمح”.
وأشار تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن نسبة المساهمة الحالية للقطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي شهدت انهيارا حادا، وتوقفت عن كونها القوة الاقتصادية المهيمنة التي كانت عليها في السابق.
وأكد هيثم فتحي أن السودان يمتلك حوالي 80 مليون فدان من الأراضي الزراعية غير المستغلة، أي ما يعادل 47% من إجمالي مساحة البلاد الصالحة للزراعة.
في غضون ذلك، أكد الخبيران أن المساحة المزروعة فعليا في القطاعين المروي والمطري لا تتعدى العشر من المساحة التي كانت تزرع في وقت السلم، مقارنة بنحو 45 مليون فدان كانت تزرع من إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة قبل الحرب.
ويربط الخبيران تقلص الإنتاج الزراعي المتسارع بأزمة النزوح الداخلي والخارجي، والتي أدت إلى نزوح أكثر من 12 مليون سوداني داخل البلاد، وحوالي 3 ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار.
كما أشارا إلى أن النزوح يتركز بشكل في مناطق الإنتاج الزراعي الرئيسة مثل دارفور، كردفان، الجزيرة، والنيل الأبيض، مما أدى إلى تعطل عمليات الزراعة والحصاد بالكامل وساهم في تفاقم أزمة انعدام الغذاء التي تهدد الملايين.
وتشير تقارير إلى تأثير النزوح على الزراعة بصفة كاملة في البلاد، إضافة إلى فقدان العمالة والمزارعين والضغط على المناطق الزراعية وفقدان مصادر المياه والكهرباء.
وشكّل تدمير الأصول والبنية التحتية والآلات التي كانت متوفرة في المشاريع عاملًا في تفاقم أزمة القطاع بالبلاد.
وقدرت منظمة “الفاو” في تقرير حديث، تقلص المساحات المزروعة بشكل كارثي في السودان من 18 مليون هكتار إلى 7 ملايين هكتار فقط.
وذكر التقرير أن المزارعين هجروا أراضيهم ومزارعهم فرارًا من الحرب، وتُركت قطعان المواشي بلا راعٍ أو عناية.
المصدر: “سودان تربيون”
إقرأ المزيد


