آيم-لبنانون - 7/3/2025 5:12:00 AM - GMT (+2 )

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
لم يحسب النظام الايراني ان عملية طوفان الاقصى، التي شنتها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي في تشرين الاول من العام٢٠٢٣ ، مدعومة من النظام، ستنقلب نتائجها وتداعاياتها عليه، عكس ما تم التخطيط له، وخارج سياق المواجهات وجولات القتال التقليدية التي جرت بين الحركة واسرائيل طوال العقدين الماضيين.
انكار نظام طهران بداية علمه بالعملية، بدده قيام حزب االله بحرب اسناد ضد اسرائيل مباشرة، وبمواكبة من وزير خارجية ايران، الذي زار لبنان اكثر من مرة في وقت قصير نسبياً، للتنسيق والدعم، واظهار احاطة النظام بمجريات الحرب، ودعم حركة حماس على نطاق واسع.
اصيبت سياسة «وحدة الساحات» التي لطالما هدد بها النظام الايراني اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية وبتاثيرها القوي في موازين القوى، بانتكاسة كبيرة، من خلال تخلف بشار الاسد عن مشاركة سوريا في المواجهة خشية اهتزاز النظام السوري، ومنع اي عمليات عسكرية ضد اسرائيل انطلاقا من الاراضي السورية، اضافة الى بقاء العراق على الحياد، بالرغم من وجود مليشيات الحشد الشعبي الموالية للايران.
بقيت المواجهات التي شنّها حزب االله في الاشهر الاولى من الحرب، تقتصر على القصف المتبادل على جانبي الحدود الجانبية، الى ان توسعت تدريجا بعد احكام الحصار الاسرائيلي للقطاع، لتطال بعدها عمق لبنان، في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت وبلدات الحدود الشرقية، وتحولت في ما بعد الى حرب اسرائيلية واسعة النطاق، وطالت البنية العسكرية للحزب، واغتيال كبار مسؤوليه وقادته العسكريين، وانتهت بالتوصل الى وقف الاعمال العدائية بين اسرائيل والحزب في نهاية شهر تشرين الثاني الماضي.
شملت الحرب الدائرة في قطاع غزة والجنوب اللبناني، استهداف اسرائيل المنظم للحرس الثوري في لبنان وسوريا، وقصفت الطائرات الاسرائيلية في شهر نيسان من العام ٢٠٢٤، مبنى القنصلية الايرانية بدمشق، وقتلت فيه العديد من ضباط الحرس الثوري، الذين كانوا يشرفون على تنسيق المواجهات ضد القوات الاسرائيلية من هناك.
اضاف سقوط نظام بشار الاسد السريع على يد جبهة تحرير الشام، وقيام ادارة سورية جديدة برئاسة احمد الشرع، هزيمة جديدة لايران واذرعها بالمنطقة، بعد هروب ضباط الحرس الثوري وحزب االله والمليشيات العراقية الشيعية من سوريا، الى العراق وسوريا من دون قتال، تاركين وراءهم مئات القواعد ومستودعات الاسلحة الايرانية.
بعد اكثر من عام ونصف حولت اسرائيل حربها ضد جماعة الحوثي في اليمن بعمليات قصف مركزة ردا على اطلاق الصواريخ الايرانية التي استهدفت السفن الاسرائيلية التي تعبر بمواجهة السواحل اليمنية في البحر الاحمر، والتي طالت في ما بعد العمق الاسرائيلي.
خاضت ايران الحرب التي شنتها اسرائيل ضدها منذ اسبوعين لتدمير المفاعلات ومراكز تخصيب اليورانيوم لمنعها من صناعة القنبلة النووية، بمفردها من دون حليف او اذرع صرفت عليهم مليارات الدولارات تدريبا وتسليحا طوال العقود الاربعة الماضية، ما يظهر بوضوح، ان خلاصة عملية طوفان الاقصى، انقلبت خسارة مدمرة لايران، وادت في نهاياتها، الى اقتلاع الوجود الايراني واذرعته من المنطقة، واعادت النظام الايراني الى داخل ايران.
إقرأ المزيد