قناة العالم - 12/5/2025 5:09:52 PM - GMT (+2 )
ورأى خلال مهرجان أقامه حزب الله تعظيماً للعلماء الشهداء، أن ما جرى تنازل مجاني لن يغيّر من موقف العدو ولا من عدوانه ولا من احتلاله، مشيراً إلى أن المندوب المدني ذهب واجتمع فازداد الضغط، وأن «إسرائيل» ومعها أمريكا تريدان إبقاء لبنان تحت النار.
ووصف هذا الإجراء بأنه سقطة إضافية تُضاف إلى «خطيئة 5 آب»، داعياً الله أن يحمي لبنان مما هو أعظم، ومعتبراً أنه بدلاً من اتخاذ خطوات إلى الأمام تمنح البلد قوة وتحقق إنجازات، تُقدَّم تنازلات لن تنفع مع «إسرائيل».
وأكد أن الفرصة ما زالت موجودة، ويمكن التراجع على قاعدة أن توقف «إسرائيل» إطلاق النار، وأن تقوم الدولة بخطوات إعادة الأعمال وتضعها في مواجهة «إسرائيل»، وأن يجري تفاهم داخلي على قاعدة عدم السماح بأي تنازل حتى تطبق «إسرائيل» ما عليها.
وشدد الشيخ قاسم على أن حزب الله قام بما عليه ومكّن الدولة من فرض سيادتها في إطار الاتفاق، مؤكداً أنهم يجب أن يثقوا بأن العدو لا يستطيع فعل شيء عندما يتوحّد اللبنانيون.
وشبّه الشيخ قاسم لبنان بالسفينة، معتبراً أن التماهي مع «إسرائيل» يعني ثقب السفينة، وعندها يغرق الجميع، داعياً إلى درس الخطوات جيداً والاعتماد على أن المشكلة الواحدة في لبنان هي العدوان «الإسرائيلي» ووجوب مواجهته موحّدين.
لبنان يواجه عدواناً «إسرائيلياً» توسعياً خطيراً يجب مواجهته بكل الوسائل والسبلوقال الشيخ قاسم إن لبنان يواجه عدواناً «إسرائيلياً» توسعياً خطيراً يجب مواجهته بكل الوسائل والسبل، مشيراً إلى أن التصريحات «الإسرائيلية» ليست معزولة، بل هي توسعية، ولم تخرج «إسرائيل» من بيروت إلا بفعل ضربات المقاومة، ولولا هذه الضربات لما خرجت.
وأكد أن هذا العدو توسعي، وهناك اتفاق لم يلتزم به رغم التزام لبنان ومقاومته، وأن الاعتداءات ليست من أجل السلاح، بل من أجل التأسيس لاحتلال لبنان ورسم «إسرائيل الكبرى» من بوابة لبنان، في إشارة إلى القرار 1701 ومنطقة جنوب الليطاني.
وأوضح أننا نتعاون مع الدولة اللبنانية، ونقول إنها اختارت طريق الدبلوماسية لإنهاء العدوان، ونحن معها أن تستمر في هذا الاتجاه. وشدد على أنه لا علاقة لأميركا و«إسرائيل» بكيفية تنظيم شؤوننا الداخلية، ولا علاقة لهما بما نختلف عليه أو نقرره في لبنان.
وبيّن أن الحدّ الذي يجب أن نقف عنده في كل علاقاتنا الآن كدولة لبنانية مع العدو هو حدود الاتفاق الذي يتحدث حصراً عن جنوب نهر الليطاني، ولا وجود لما يسمى «ما بعد جنوب نهر الليطاني». وأكد أن كل الأمور الأخرى لها علاقة باللبنانيين فيما بينهم، وأن القرار 1701 له علاقة باللبنانيين فيما بينهم، وهم من يطبقه.
وأضاف أنه لا علاقة لأميركا و«إسرائيل» لا بالسلاح ولا بترميم القدرة ولا بالاستراتيجية الدفاعية ولا بخلافات اللبنانيين واتفاقهم وآرائهم. وتساءل: اليوم، عندما تقول أميركا و«إسرائيل» إنهما تريدان نزع سلاح المقاومة، فهل تكتفيان بنزع السلاح؟، وقال انهما تريدان نزع السلاح وتجفيف المال ومنع الخدمات وإقفال المدارس والمستشفيات وممارسة منع الإعمار ومنع التبرعات وهدم البيوت، أي أنهما تريدان إلغاء وجودنا، ثم يُطلب منا الاقتناع بأن القضية هي فقط نزع السلاح وبأن كل شيء سينحل في لبنان.
وشدد على أنه لا ينحل شيء في لبنان، فضلاً عن أن نزع السلاح مرفوض من جانبهم حتى يُقبل بأشياء أخرى. وأكد: سندافع عن أنفسنا وأهلنا وبلدنا، ومستعدون للتضحية إلى الحد الأقصى، ولن نستسلم، وسيكون بأسنا أشد وأشد، ولن نستسلم.
لسنا معنيين بخدّام «إسرائيل» وسنتمسّك بخيار الاستراتيجية الدفاعية داخل لبنانوأكد الشيخ قاسم أننا لن نعير خدّام «إسرائيل» أهمية، ولن نعير «إسرائيل» وأميركا أهمية، بل سنهتم بمن يريد أن يسمع من مواطنينا ومن القوى السياسية، ويناقش ويتعاون ضمن إطار البلد الواحد، في إطار استراتيجية دفاعية نتفق عليها، معتبراً أن هذا هو الخيار الوحيد المطروح.
وشدد على أن من يتراجع عن المشروع «الإسرائيلي» سنفتح له الباب ونناقشه أيضاً، ولكن على قاعدة العزة والكرامة والاستقلال وبقاء قدرة الدفاع بأيدينا، مؤكداً أن هذه قدرة دفاعية ولا يستطيع أحد في العالم أن يمنعنا من امتلاك قدرة الدفاع والوقوف في وجه من يعتدي علينا، فهذا أمر محسوم ومنتهٍ بالنسبة إلينا.
ودعا من يريدون مناقشة سلاح المقاومة إلى أن «يذهبوا ويجربوا في أمور أخرى ويفتشوا عن جماعات أخرى منهزمة يناقشونها بهذا النقاش». وطالب بأن تقوم الحكومة اللبنانية بواجباتها، معتبراً أن أول واجب هو حماية السيادة وبناء الدولة والاقتصاد وخدمة الناس.
وتوجّه إلى المسؤولين بالقول: أعطونا بياناً منذ تسلّمكم حتى الآن عمّا فعلتموه على مستوى مواجهة العدوان وتحرير الأسرى والإعمار وخدمات الناس واقتصاد البلد. وأكد أنه ليس لدى الحكومة ما تتبرع به، داعياً إلى أن يعمل الجميع لكي يكون اللبنانيون يداً واحدة على أعدائهم.
حزب الله جزء لا يتجزأ من تكوين المقاومة اللبنانية الشاملة لكل القوى واستطاع التعاون معهاوأكد سماحة الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله كان جزءاً لا يتجزأ من تكوين المقاومة اللبنانية الشاملة لكل القوى واستطاع التعاون معها. ولفت إلى أن حزب الله تمكن عام 2006 من بناء علاقة مع أهم تيار مسيحي على قاعدة النهوض بلبنان.
وشدد على أن حزب الله، من خلال تجربته، لم يكن معزولاً ولم يفرض آراءه على أحد، بل قدّم تجربة إسلامية رائدة أغاظت الغرب و«الإسرائيليين». وأشار إلى أن كشافة الإمام المهدي (ع) استقبلت بابا الفاتيكان على طريق المطار، بما يعني أن الحزب يربي أبناءه على الانفتاح والتعاون مع الجميع.
وأوضح الشيخ قاسم أن بيان حزب الله إلى بابا الفاتيكان دخل إلى القلب وأبرز صورة ناصعة للحزب في الواقع اللبناني. وأكد أنهم لن يستطيعوا تشويه صورة شباب ضحّوا وبذلوا الدماء، ولن يقدروا على تشويه صورة شعب قوي وعزيز.
ورأى أنه من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف سياسي داخل الوطن الذي يُفترض أن تُنظَّم شؤونه بموجب الدستور. واعتبر أن التفاهم يجب أن يكون لتحسين شروط بناء الدولة، لا لكي يكون بعض من في الداخل أدوات للخارج أو مروّجين للمشروع «الإسرائيلي».
وأشار الشيخ قاسم إلى أن حزب الله يتعاون مع الجميع لبناء الدولة وتحرير الأرض، وهذا هو ديدنه، وصحيفة أعماله تثبت ذلك بشكل واضح. وأضاف: لا ننتظر شهادة من أحد، فلا يتصدَّ بعض الأطراف في لبنان لإعطاء شهادات وطنية وهم بحاجة إلى من يبرّئهم من الجرائم التي ارتكبوها.
وشدد على أن حزب الله لا يعطي شهادة لأحد ولا يقبل أن يعطيه أحد شهادة، داعياً إلى ترك الناس تحكم وتؤيد أو تعارض بحسب التجربة، باعتبار أن الانتخابات النيابية تبرز الشعبية والاتجاه العام.
حزب الله استقى من العلماء منهجية إقامة مقاومة وحركة اجتماعيةوأكد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، في الحفل التكريمي للعلماء الشهداء «نجيع ومداد»، أن الشهداء العلماء هم أعلام الهداية في مدى الأجيال، لن يغادروا يومياتنا ولا صناعة مستقبل أجيالنا.
وأشار إلى أن العلماء المعممين الذين استشهدوا في معركة «أولي البأس» بلغ عددهم 15 عالماً، فيما بلغ عدد الطلبة غير المعممين 41 شهيداً، لافتاً إلى أن العلماء المعممين الذين استشهدوا مع معركة «أولي البأس» يتقدمهم سيد شهداء الأمة والسيد الهاشمي.
وأوضح أن العلماء تميزوا بدورهم ومسؤوليتهم في التعليم والتربية، إذ ربّوا مجتمعهم على الجهاد الذي يشكل أساس المشروع الإلهي، وقدموا أنفسهم وأولادهم شهداء، وظلوا في الصفوف الأمامية دائماً. وبيّن أن من ميزة حزب الله أنه أوجد علاقة بين العلماء والناس بطريقة تجعل الجميع يشعرون أنهم أمام مجتمع واحد، ورؤية واحدة، وخط واحد.
وأضاف أن حزب الله استقى من العلماء منهجية إقامة مقاومة وحركة اجتماعية، بلور مسارها سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، وأن الحزب يتميز بالتفاف شعبي كبير حوله بسبب المشروع الإسلامي وأداء العلماء والمبلغين والمثقفين في هذا الاتجاه. واعتبر أن حزب الله قدّم تجربة صادقة وأمينة تبتغي مصلحة الإنسان وتفسير الإسلام التفسير الصحيح.
ولفت إلى أن عمل حزب الله قام على أساس كمال الدين، والالتزام بثوابت الإسلام، والإيمان بالجهاد في سبيل الله كهداية للبشرية، وأن كوادر الحزب تربّوا على حب الوطن، وآمنوا بحرية الاختيار وإقامة الدولة وحرية التعبير. وشدد على أن لعلماء الحزب الفضل الكبير في الثبات وتقديم الأنموذج الراقي والمميز على صعيد مواجهة العدو الإسرائيلي.
كما أكد أن العالم المستكبر يريد القضاء على حزب الله لأن المقاومة تطرح مشروعاً تغييرياً فيه وطنية وتحرير وكرامة.
إقرأ المزيد


