قناة العالم - 11/21/2025 9:06:58 AM - GMT (+2 )
وفي حلقة جديدة من برنامج العين الإسرائيلية، قدم الباحث في العلاقات الدولية الدكتور علي مطر قراءة نقدية للقرار الدولي، معتبرا أنه يشكل التفافا على مجلس الأمن والشرعية الدولية، ولا سيما أن تشكيل أي قوة دولية يفترض أن يصدر عبر قرار صريح يحدد طبيعتها وصلاحياتها، سواء لفرض عقوبات أو لتشكيل قوة عسكرية.
وأشار مطر إلى أن المفارقة الأبرز في القرار تكمن في تولي لجنة تابعة لمجلس الأمن قيادة القوة المرتقبة، وهو ما يراه غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية وإقرار ميثاق الأمم المتحدة. وذكر بأن الولايات المتحدة اعتادت في محطات عدة كالصومال وأفغانستان والعراق على تجاوز قرارات المجلس، إلا أنها اليوم تسعى إلى شرعنة دورها من داخل المؤسسة الدولية.
وأوضح أن القوة الدولية التي يجري الحديث عنها تختلف جذريا عن الأطر التي كانت تطرح سابقا في سياق التفاوض مع حركة حماس، إذ تحولت وفق التصور الأميركي إلى قوة متعددة الجنسيات ذات مهام أوسع، أبرزها نزع سلاح فصائل المقاومة في غزة بالقوة، ما يجعلها أقرب إلى قوة احتلال.
ولفت مطر إلى أن إدخال قوات عربية وإسلامية بينها اندونيسية وتركية ومصرية لا يغير من جوهر التفويض الجديد، معتبرا أن غالبية الدول منحت شرعية غير مبررة للخطة الأميركية، باستثناء الجزائر التي سجلت تحفظها.
وتساءل عن مدى قدرة هذه القوات على تنفيذ المهمة الأساسية التي تريدها واشنطن وهي نزع سلاح حماس من دون تفاوض، وما قد يرافق ذلك من تعقيدات سياسية وميدانية.
شاهد أيضا.. تداعيات زيارة بن سلمان إلى البيت الأبيض في المنطقةوعلى الجانب الإسرائيلي، يرى مطر أن الحكومة رغم بعض التحفظات تنظر إلى القرار بوصفه يخدم أولويتها الأولى وهو نزع سلاح المقاومة. ومع إدراج هذه المهمة ضمن قرار أممي، تصبح الدول المشاركة ملزمة بتنفيذه.
وتوقف عند موقف موسكو وبكين، اللتين لم تصوتا ضد القرار ولم تلجآ إلى الفيتو، معتبرا أن عدم اعتراضهما سيتيح إمكانية فتح الباب أمام دورات جديدة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
ويرى مطر أن تمرير القرار يشبه في سياقه ما حدث في ليبيا عندما أُقرت منطقة الحظر الجوي التي مهدت لإسقاط نظام معمر القذافي، دون أن تستخدم روسيا حق النقض حينها. وبرأيه، فإن السيناريو نفسه قد يعيد المنطقة إلى دوامة صراعات متكررة.
وفي الختام، يوضح الباحث أن الولايات المتحدة والصين لكل منهما مصلحة في استقرار المنطقة، سواء لأسباب تتعلق بالهيمنة الجيوسياسية أو بمشاريع اقتصادية كـطريق الحرير، فيما قد تتعامل روسيا مع المشهد من منظور مختلف بعد تراجع نفوذها الإقليمي.
إقرأ المزيد


