إرتكاز نيوز - 11/20/2025 1:25:29 PM - GMT (+2 )
أعلن وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين تشكيل لجنة وطنية بالشراكة بين وزارتي الصحة والتربية لتشخيص حالة الجنف (Scoliosis) في المدارس اللبنانية كافة متعهدًا بوضع مسار كامل يبدأ بالكشف عن الحالة وتشخيصها وعلاجها، وذلك خلال رعايته حفل إطلاق عيادة الطفل الاجتماعية بدعم من مؤسسة ديان (Fondation Diane) وجمعية ألام سويس (ALAM Suisse) بالشراكة مع مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، “البرنامج الأول للكشف المبكر عن الجنف في لبنان” (Scoliosis) تحت شعار: “سندة ظهرن” (We’ve got their back) وذلك في قاعة ناديج وهنري عبجي في المستشفى بحضور مؤسسة ورئيسة مؤسسة ديان السيدة ديانا فاضل، مؤسس ألام سويس شارل شتوفر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثلة وزيرة التربية مديرة الإرشاد والتوجيه الأستاذة هيلدا الخوري، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، رئيس جامعة القديس يوسف الأب البروفسور سليم دكاش، عميد كلية الطب في الجامعة البروفسور إيلي نمر، مدير مستشفى أوتيل ديو الدكتور نسيب نصر، رئيس قسم جراحة العظام في الجامعة والمستشفى البروفسور عصمت غانم، وحشد من الأطباء والأساتذة ومدراء عدد من المدارس ومعنيين.
وفي كلمته أكد الوزير ناصر الدين أهمية البرنامج الجديد الذي يطلق برعاية وزارة الصحة العامة بهدف التشخيص المبكّر لأطفال يعانون من الجنف (Scoliosis) مؤكدًا أن هذا الأمر يحتّم القيام بمراحل متعددة. وأوضح الوزير ناصر الدين أن المرحلة الأولى تتمحور على تحديد المستهدفين وهم الأطفال الموجودون في المدارس الخاصة والرسمية، ولا سيما الرسمية التي لا يمكنها تقديم العناية الصحية اللازمة للتلامذة من خلال توفير أطباء متخصصين يقومون بتشخيص حالات مثل الجنف. وانطلاقًا من ذلك، أعلن عن إطلاق حملة الكشف على الجنف في المدارس كافة، وتشكيل لجنة وطنية بالشراكة بين وزارتي الصحة والتربية لتشخيص حالة الـScoliosis في المدارس، على أن تكون اللجنة برئاسة البروفسور عصمت غانم.
ولفت وزير الصحة العامة إلى أن برنامج الصحة المدرسية يربط كل مدرسة بمركز رعاية صحية أولية، وسيُضم تشخيص الـٍScoliosis إلى البرامج والأنشطة المعتمدة في مراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان على أن يخضع الكادر الطبي الموجود لدورات تدريبية مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة من أجل تشخيص أولي للـScoliosis من خلال الفحص السريري.
أما المضي قدمًا بالفحص من خلال التصوير الطبي، فسيكون متوفرًا من خلال معدات التصوير بالأشعة (X-ray machines) حيث سيتم في الأيام القليلة المقبلة البت بمناقصة لتوفير 120 جهازًا سيتم توزيعها على مراكز الرعاية الصحية الأولية في مختلف المناطق اللبنانية.
وتعهد الوزير ناصر الدين في حال احتاج الطفل لعملية جراحية بوضع إرشادات دقيقة وواضحة (Strict guidelines) للعمليات الجراحية للأطفال تحت سن الثامنة عشرة بحيث توفر وزارة الصحة العامة ابتداء من العام المقبل 2026 التغطية الصحية لهذه العمليات المتعلقة بالجنف في لبنان، بالشراكة مع المستشفيات الجامعية الموجودة نظرًا لما لديها من كفاءة وخبرة، على أن يتم التمويل من خلال إدارة الموازنة والأسقف المالية الموجودة من دون أي خسارة في السقف المالي المرصود، بما يحقق الإستفادة من الشراكة القائمة بين الوزارة والمستشفيات الجامعية.
وختم وزير الصحة العامة قائلا: هكذا نستطيع أن نحقق الكثير ونبني لبنان بما لدينا من طاقة كبيرة تتمثل بشبابنا وأطبائنا وجامعاتنا ومستشفياتنا ولم تكن هذه الطاقة أبدًا لتكون فعالة لو غرقت في سياسات النكد. فعندما يصاب إنسان بمرض ما، لا يُطرح السؤال حول طائفته أو انتمائه السياسي، بل إننا، نحن الأطباء، نتجاوز كل السياسة والطائفية، وعلى السياسيين أن يفعلوا ذلك أيضًا كي نتمكن من بناء وطننا وإيجاد الحلول لمشكلاته.
دكاش
وكان الأب البروفسور دكاش قد ألقى كلمة تحدث فيها عن أهمية البرنامج الذي تطلقه عيادة الطفل الاجتماعية من ضمن مستشفى أوتيل ديو، لافتًا إلى أنه يصب في خدمة الأطفال الذين يعانون من الجنف من دون أن تظهر عليهم العوارض إلا في مرحلة متقدمة تؤثر على مستقبلهم. وقال: قد يبدو الطفل الذي يعاني من عدم توازن في عموده الفقري بصحة جيدة، ولكنه ليس كذلك بالفعل فعندما تظهر العوارض يكون العلاج قد تأخر.
وتابع رئيس جامعة القديس يوسف أن البرنامج يأتي لتفادي حصول أي تأخر في العلاج، وهذا هو معنى we’ve got their back من أجل التصرف قبل أن يظهر الوجع وتنحني الأكتاف وتصبح الجراحة الحل الوحيد، فنحن نريد أن نقدم الدعم للطفل المصاب فنؤمن الكشف المبكر ونضمن مستقبله وموقعه في الحياة وكرامته وثقته ونموه.
أضاف: إننا نطلق البرنامج الأول للكشف المبكر عن الـScoliosis في لبنان وإننا واثقون أننا في سنوات مقبلة وعندما سنتطلع إلى الوراء سنفكر لماذا انتظرنا طويلا قبل إطلاق هذا البرنامج.
وقال الأب البروفسور دكاش إننا في عيادة الطفل الإجتماعية حريصون على تقديم الرعاية قبل ظهور عوارض الإصابات فالإنسان هم المهم وليست الأرقام والوقاية ليست رفاهية وصحة الطفل ليست فصلا ثانويًا بل هي دعامة مستقبله. فما يهمنا هو أن نسهم في تعزيز الثقة التي يستحقها أطفال لبنان وتأمين الرعاية التي يحتاجون إليها قبل أن تبدأ معاناتهم، بحيث لا تكون الـScoliosis قدرًا بل إنحناء موقتًا يمكن معالجته. هذا هو تركيزنا في البرنامج وهنا يكمن جمال الوقاية.
فاضل
وفي كلمتها شددت السيدة ديانا فاضل على ضرورة إدراج فحص الكشف المبكر عن الجنف من ضمن الفحوص السنوية التي يقوم بها الأطباء في المدارس اللبنانية كافة، بهدف تحديد أي انحراف في العمود الفقري مبكرًا. وقالت إن المؤسسة أطلقت حملة تهدف لتأمين فحص مبكر لـ15 ألف تلميذ تتراوح أعمارهم بين ست وثماني عشرة سنة، وتقديم 2000 صورة شعاعية مجانية لمن يحتاج إلى ذلك في مختبر الجامعة اليسوعية في منطقة المتحف. وأعلنت أنه في سياق هذه الحملة تم حتى الآن فحص 3700 تلميذ وتبيّن وجود 380 حالة مشتبه بها تحتاج لتصوير شعاعي.
ورأت أن أمام الأهل مسؤولية في عدم التردد في إجراء صورة الأشعة حيث يتم إجراؤها بجهاز EOS المنخفض الإشعاع، ما يجنّب أطفالهم مخاطر أكبر إذا لم تُكتشف الحالة مبكرًا.
ودعت الدولة اللبنانية إلى أن تتبنّى سياسة وطنية شاملة للكشف المبكّر عن الـScoliosis لما قد توفّره من صحة أفضل للمواطنين وتخفيف كبير في كلفة الرعاية الصحية.
حفل الإطلاق
وكان حفل الإطلاق قد بدأ بفيديو للممثلة زينة مكي بصفتها سفيرة لبرنامج الكشف المبكر عن الـScoliosis، وتضمن كلمات لكل من مدير مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الدكتور نسيب نصر، ومؤسس ألام سويس شارل شتوفر، وعميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف البرفسور إيلي نمر، كما قدم البروفسور عصمت غانم عرضًا تقنيًا حول الـScoliosis أوضح فيه الحقائق العلمية والأسباب والعوارض والعلاجات الصحيحة مقدمًا نصائح وتوصيات للأهل وإدارات المدارس.
إقرأ المزيد


