السرطان الغدي: الأسباب والعلاج – أنا أصدق العلم
بيروت تايم -

السرطان الغدي (Adenocarcinoma) هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا، وينشأ من الغدد التي تبطن أعضاء الجسم وتفرز المخاط أو العصارات الهاضمة. يحدث عندما تتحول الخلايا الغدية إلى خلايا خارجة عن السيطرة وتنمو نموًا غير طبيعي، ما يؤدي إلى تشكل أورام قد تغزو الأنسجة المحيطة، أو تنتقل إلى مناطق أخرى في الجسم.

تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة حسب موقع ومرحلة ونوع السرطان الغدي.

هذا النوع من السرطان قد يصيب العديد من الأعضاء، أبرزها: الثدي، القولون والمستقيم، المريء، الرئتان، البنكرياس، البروستات، المعدة.

مع أن الورم يبدأ محليًا في العضو المصاب، قد ينتشر تدريجيًا إلى الأنسجة والعقد اللمفاوية القريبة (سرطان غدي غازي)، وقد يطلق خلايا سرطانية إلى الدم والجهاز اللمفاوي، فتنتقل إلى أعضاء بعيدة مثل الدماغ والكبد والعظام (سرطان غدي نقيلي).

الأعراض: تختلف حسب العضو المصاب

تتنوع أعراض السرطان الغدي بحسب موقعه في الجسم، لكن توجد علامات عامة مشتركة:

  • ألم في المنطقة المصابة.
  • نزيف أو وجود دم في سوائل الجسم (مثل البول أو البراز أو اللعاب).
  • تغيرات بالشهية أو بالوزن.
  • الانتفاخ أو الشعور بعدم الارتياح في البطن.

أما الأعراض الخاصة بكل عضو فهي:

  • السرطان الغدي الرئوي: السعال المزمن هو العلامة الأولى غالبًا، وأحيانًا يترافق مع نفث دموي خفيف، ضيق تنفس، ألم صدري، أزيز في التنفس، بحة في الصوت.
  • السرطان الغدي في الثدي: يُكتشف عادةً في المراحل المبكرة بواسطة تصوير الثدي الشعاعي قبل ظهور الأعراض. قد تلاحظ بعض النساء تغيرًا في شكل أو حجم الثدي، تغيرًا في لون الجلد أو ملمسه، وقد يصبح الجلد مجعدًا أو غير متساوٍ على سطح الثدي، أو إفرازات دموية من الحلمة.
  • السرطان الغدي في القولون والمستقيم: قد لا تظهر أي أعراض في البداية، وإن كان الورم يسبب نزيفًا خفيًا في البراز. لاحقًا تظهر آلام بطنية، إسهال أو إمساك مستمر.
  • السرطان الغدي البنكرياسي: غالبًا لا يسبب أعراضًا إلا في المراحل المتقدمة. أولى العلامات التحذيرية: ألم في المعدة أو الظهر وفقدان وزن غير مبرر، حرقة المعدة، غثيان، تقيؤ، وبراز دهني يطفو.
  • السرطان الغدي البروستاتي: نادرًا ما توجد أعراض مبكرة. في المراحل المتأخرة قد يحدث ضعف انتصاب أو زيادة في عدد مرات التبول.
  • السرطان الغدي في المريء: قد يسبب صعوبة في البلع، حرقة، سعالًا مزمنًا، بحة في الصوت، أو شعورًا بضغط أو حرقة في الصدر.
  • السرطان الغدي المعدي (سرطان المعدة): قد يسبب الشبع السريع بعد تناول كميات صغيرة، صعوبة في البلع، غثيانًا، أو عسر الهضم المستمر.
ما الذي يسبب السرطان الغدي؟

ينشأ السرطان الغدي عندما تفقد الخلايا الغدية السيطرة على دورة انقسامها، فتبدأ بالتكاثر تكاثرًا غير طبيعي. لا يعرف السبب الدقيق دائمًا، لكن توجد عوامل خطر تزيد احتمالية الإصابة، منها:

  • التدخين والتدخين الإلكتروني: أهم عامل مسبب.
  • التاريخ العائلي للإصابة بالسرطان: إذا كان لديك والد أو أخ أو جد بيولوجي مصاب بالسرطان الغدي يزداد احتمال إصابتك به.
  • الإفراط في تناول الكحول، خاصةً مع وجود عوامل وراثية.
  • التعرض للمواد السامة في العمل أو البيئة المنزلية.
  • السمنة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم أكبر من 25.
  • الخضوع للعلاج الإشعاعي في الماضي.
كيفية التشخيص:

يبدأ الطبيب بفحص سريري وسؤال المريض عن الأعراض، ثم يطلب اختبارات إضافية مثل:

  • تحاليل الدم: للكشف عن علامات غير طبيعية مثل فقر الدم أو ارتفاع بعض الإنزيمات.
  • التصوير المقطعي المحوسب: صور ثلاثية الأبعاد مفصلة للأنسجة داخل الجسم.
  • الرنين المغناطيسي: لرؤية الأورام وتحديد انتشارها باستخدام الموجات الراديوية والمغناطيس.
  • الخزعة: أخذ عينة من النسيج المصاب لفحصها تحت المجهر وتأكيد التشخيص.
كيف يحدد الأطباء درجة السرطان؟ درجة التمايز الخلوي:
  • جيد التمايز: خلايا أقل عدوانية وتنمو ببطء.
  • متوسط التمايز: خلايا أكثر عدوانية مقارنةً بالنوع الأول.
  • ضعيف التمايز: خلايا عالية العدوانية تنمو وتنتشر بسرعة.
مراحل السرطان الغدي:
  • المرحلة 0: السرطان موضعي ولم يغادر مكانه الأصلي.
  • المرحلة I: غزا الأنسجة القريبة، لكنه لم يصل إلى العقد اللمفاوية القريبة والأعضاء الأخرى.
  • المرحلة II: انتشر بعمق أكثر وربما وصل إلى العقد اللمفاوية القريبة.
  • المرحلة III: انتشر إلى طبقات أعمق وربما عقد لمفاوية بعيدة.
  • المرحلة IV: انتقل إلى أعضاء بعيدة (سرطان غدي نقيلي).
خيارات العلاج:

يختلف العلاج باختلاف موقع الورم ومرحلته وصحة المريض العامة، وتشمل الخيارات:

  • الجراحة: لإزالة الورم والأنسجة المحيطة به، وغالبًا ما تكون الخطوة الأولى.
  • العلاج الكيميائي: أدوية تقتل الخلايا السرطانية أو تبطئ نموها، يوصى به في منطقة معينة أو في جميع أنحاء الجسم.
  • العلاج الإشعاعي: استهداف الورم بأشعة عالية الدقة لتقليصه أو القضاء عليه، دون أذية الأنسجة السليمة.

قد تستخدم هذه العلاجات منفردة أو مجتمعة، تبعًا للحالة.

ما بعد العلاج: الآثار الجانبية والتوقعات

بعد الجراحة أو العلاج، قد يعاني المريض من فقدان الشهية والغثيان أو القيء، إضافةً إلى الألم، أو التعب. يجب إبلاغ الطبيب بأي أعراض مزعجة لمعالجتها.

أما التوقعات، فتختلف باختلاف نوع السرطان وموقعه ومرحلته. السرطانات التي تكتشف مبكرًا تكون أكثر استجابة للعلاج مقارنةً بالمكتشفة متأخرًا.

تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة حسب نوع السرطان، وموقعه، ومرحلته. وفقًا للإحصاءات الأمريكية:

  • معدل البقاء لسرطان البروستات: 99%
  • سرطان الثدي: 90%
  • سرطان القولون والمستقيم: 90%
  • سرطان الرئة: 56%
  • سرطان المريء: 47%
  • سرطان المعدة: 32%
  • سرطان البنكرياس: 10%
هل تمكن الوقاية من السرطان الغدي؟

لا يمكن منعه تمامًا، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة بواسطة:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضر والفواكه.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الفحوصات الدورية خاصةً إذا وُجد تاريخ عائلي للمرض.
التعايش والدعم النفسي:

العيش مع السرطان الغدي رحلة صعبة جسديًا ونفسيًا. ينصح الأطباء بممارسات العناية الذاتية مثل الراحة، التغذية الصحية، المشي، التنزه وممارسة الأنشطة، جلسات التدليك، والتأمل.

من المهم أيضًا طرح الأسئلة على الطبيب لفهم خيارات العلاج والآثار الجانبية وأهداف الخطة العلاجية وتداخلاتها مع الأنشطة البدنية.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

حال استمرت الأعراض أكثر من أسبوعين، خاصةً إذا تداخلت مع حياتك اليومية.

ما الأسئلة التي يجب أن أطرحها على طبيبي؟

يساعدك الطبيب في تقدير وضعك واتخاذ القرار الصائب، حول تشخيص السرطان لديك:

  • ما نوع السرطان الغدي الذي لدي؟
  • أين يقع السرطان؟
  • هل انتشر إلى أجزاء أخرى من جسمي؟
  • ما خيارات العلاج الخاصة بي؟
  • كم من الوقت سيستغرق علاجي؟
  • ما المخاطر والآثار الجانبية المحتملة؟
  • هل يمكنني العمل في أثناء العلاج؟
  • ما هدف العلاج؟
خلاصة:

السرطان الغدي تشخيص قد يغير حياة الشخص، لكنه ليس نهاية الطريق. التقدم الطبي المستمر يتيح خيارات علاجية متطورة، والكشف المبكر يزيد فرص البقاء كثيرًا. من الطبيعي أن تراودك مشاعر متضاربة، لكن فريقك الطبي موجود لدعمك، وهناك دائمًا أمل وخيارات تساعدك على مواجهة المرض.

اقرأ أيضًا:

حين تخرج الخلايا عن السيطرة: كل ما تحتاج معرفته عن السرطان

اكتشاف فطريات تنمو داخل الأورام السرطانية

ترجمة: أريج حسن إسماعيل

تدقيق: أكرم محيي الدين



إقرأ المزيد