يهدف هذا الشهر، الذي يوافق الأول من أغسطس من كل عام، إلى دعم المصابين به، ورفع مستوى الوعي المجتمعي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتقديم فهمٍ أعمق لهذا المرض المزمن للجمهور.

الصدفية مشكلة جلدية ومرض مناعي مزمن لا يزال سببه الدقيق غير واضح، وينجم عن  المرض التهاب ناتج عن خلل في الجهاز المناعي، الذي يُهاجم خلايا الجسم السليمة عن طريق الخطأ. هذا الخلل يؤدي إلى تسارع هائل في نمو خلايا الجلد، فبينما تتجدد خلايا الجلد الطبيعية وتتساقط في غضون شهر، تقوم خلايا الجلد لدى مصاب الصدفية بهذه العملية في ثلاثة أو أربعة أيام فقط، وبدلاً من التساقط الطبيعي، تتراكم هذه الخلايا بسرعة على سطح الجلد، مما يُسبب ظهور لويحات جلدية مرتفعة قد تختلف في مظهرها باختلاف ألوان البشرة، وتُغطيها قشور فضية أو بيضاء.

لا تُعد هذه اللويحات، التي قد تظهر على أي جزء من الجسم ولكنها توجد عادةً على المرفقين والركبتين وفروة الرأس، مجرد مشكلة جمالية؛ بل تُسبب أعراضًا مؤلمة ومزعجة للمصابين. فالكثير منهم يعانون من حكة شديدة، وحرق، ولسعة مؤلمة في المناطق المصابة، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم اليومية والنفسية.

واقع الأرقام العالمية وحجم التحدي ومضاعفاته

تكشف الإحصاءات العالمية عن حجم التحدي الذي تُمثله الصدفية. فوفقًا لمؤسسة الصدفية الوطنية، يُصاب بهذا المرض أكثر من 8 ملايين شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، ويصل العدد إلى 125 مليون شخص حول العالم. هذه الأرقام تُسلط الضوء على الانتشار الواسع للمرض وتداعياته الصحية والاقتصادية. وعلى الرغم من تطور الأبحاث، لا يوجد علاج شافٍ للصدفية حتى الآن، لكن تتوفر علاجات متنوعة تُساعد في التحكم في الأعراض وتحسين جودة حياة المصابين.

من الحقائق الهامة أيضاً أن الصدفية لا تقتصر على الجلد فقط؛ فنحو 30% من المصابين بالصدفية يُصابون أيضاً بالتهاب المفاصل الصدفي، وهذا الالتهاب الذي يُصيب المفاصل، يحدث عادةً بين سن 30 و50 عامًا، ولكنه يمكن أن يتطور في أي عمر، مما يُضيف عبئًا إضافيًا من الألم والتحديات الجسدية والنفسية للمصابين.

نحو دعم شامل ووعي مجتمعي

في ضوء هذه الحقائق، تُركز أهداف الشهر العالمي للصدفية على محاور أساسية تهدف إلى التخفيف من معاناة المصابين وتعزيز فهم المجتمع للمرض، وتسعى منظمة الصحة العالمية من  خلال هذا الشهر إلى دعم المصابين بالصدفية ومساعدتهم من خلال توفير الدعم النفسي والمعلوماتي، وتسهيل وصولهم إلى الرعاية الصحية اللازمة، وتشجيعهم على التعايش الإيجابي مع المرض وتقليل تأثيراته على حياتهم.

كما يُعد تثقيف المجتمع وزيادة الوعي لديه بالصدفية هدفاً محورياً آخر، إضافة إلى نشر المعرفة حول طبيعة المرض، أسبابه، أعراضه، وكيفية التعايش معه، فضلاً عن التأكيد على أنه مرض غير معدٍ، يُشكل خطوة حيوية في تقليل الوصمة الة بالمرض، ويساعد هذا الوعي المجتمعي المتزايد في بناء بيئة أكثر تفهمًا وتقبلاً للمصابين، مما يمكنهم من الاندماج بشكل كامل في المجتمع دون خوف أو خجل.

وتُعد جهود التوعية بالصدفية خطوة حيوية نحو عالم يشعر فيه المصابون بالدعم الكامل، ويحظون بفهمٍ أفضل من محيطهم، ويتمكنون من إدارة حالتهم بفعالية ليعيشوا حياة كريمة ونشطة، تتجاوز التحديات التي يفرضها هذا المرض المزمن.

نسخ الرابط

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.