قامت روسيا بتسليم عدد غير معروف من منظومات صواريخ الدفاع الجوي Tor-M2K إلى مصر، وفق ما أظهرت الصور المنشورة للنظام. يعتمد هذا النظام على هيكل 9A331M الذي طورته الشركة البيلاروسية MZKT، ويُعد إضافة نوعية إلى القدرات الدفاعية المصرية المضادة للطائرات.

تُصنّف منظومة Tor-M2E ضمن أقوى منظومات الدفاع الجوي القصير المدى على مستوى العالم، لما تتمتع به من مرونة قتالية وتقنيات متطورة تمكّنها من التصدي لمجموعة واسعة من التهديدات الجوية. يبلغ مدى صواريخها الفعّال ما بين 1500 و7000 متر، وتستطيع الاشتباك مع أهداف على ارتفاعات تتراوح بين 50 و6000 متر، ما يمنحها قدرة كبيرة على التعامل مع أهداف متعددة في بيئات معقدة.

تم تصميم المنظومة لاعتراض أنواع مختلفة من العدائيات الجوية، مثل الطائرات المقاتلة على الارتفاعات المنخفضة، والمروحيات، والطائرات بدون طيار، وصواريخ كروز، والذخائر الذكية المطلقة جواً. كما تتميز بقدرتها على الاشتباك مع الأهداف سواء أثناء الحركة أو في وضع الثبات، ما يعزز مرونتها العملياتية في الميدان.

تعمل Tor-M2E بطاقم مكون من ثلاثة أفراد، وقد جُهزت برادارَي بحث واشتباك من نوع M2E PESA مثبتين على البرج، يتيحان لها اكتشاف وتتبع الأهداف بدقة عالية. وتتمتع المنظومة بقدرة تلقائية على التمييز بين الأهداف الصديقة والمعادية ضمن دائرة نصف قطرها تصل إلى 30 كيلومتراً، ما يساهم في رفع مستوى دقتها وكفاءتها.

ويمكن للمنظومة التعامل مع ما بين 10 إلى 12 هدفاً في الدقيقة الواحدة، وهو ما يمنحها قدرة عالية على مواجهة التهديدات الكثيفة والمتزامنة، ما يجعلها خياراً مثالياً لحماية المنشآت الحيوية مثل السد العالي في أسوان.

عبر السنوات، عززت مصر علاقاتها العسكرية مع روسيا، مستفيدة من تشكيلة واسعة من أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها حالياً، مثل S-300VM / SA-23، وTor-M1، وS-125 Pechora-2M، وBuk-M2، إضافة إلى مخزون كبير من صواريخ أرض-جو. ويعود تاريخ التعاون الدفاعي بين البلدين إلى عهد الرئيس الراحل حسني مبارك في عام 1984، وتوطدت العلاقات أكثر لا سيما مع تولي عبد الفتاح السيسي الرئاسة في 2014، حيث شهد التعاون العسكري والتجاري قفزات ملموسة.

تُعتبر مصر من أكبر المشترين للمعدات العسكرية الروسية، بما يشمل الطائرات المقاتلة، والمروحيات، والدبابات، وأنظمة الدفاع الجوي، والأسلحة الصغيرة، ما ساهم في تحديث وتطوير قواتها المسلحة بشكل كبير. كما شكلت التدريبات العسكرية المشتركة بين القوات البرية والجوية والبحرية دعامة رئيسية لهذا التعاون الثنائي.

نظام Tor-M2K هو النسخة التصديرية المطورة من منظومة Tor-M2، ويتميز باستخدام هيكل بيلاروسي متحرك عالي الأداء من نوع MZKT-6922 بعجلات 6×6، بدلاً من الهيكل المجنزر المستخدم في النسخة القياسية. صُمم هذا النظام لاعتراض وتدمير مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية الحديثة، منها الطائرات، والمروحيات، والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الصواريخ والذخائر الموجهة بدقة.

يمتلك Tor-M2K قدرة إضافية على اكتشاف وتحييد الصواريخ المضادة للإشعاع، ما يعزز دوره في سد الثغرات التي قد تتركها أنظمة الدفاع الجوي متوسطة وطويلة المدى عبر التعامل مع الأهداف التي تفلت منها. كما يوفر حماية فعالة للأصول الثابتة والمتنقلة على حد سواء، ويستطيع تحديد الأهداف وشن الهجمات أثناء الحركة، مما يجعله مثالياً لتغطية وحدات أخرى متحركة.

يحمل النظام صواريخ 9M331 سطح-جو بثماني صواريخ تطلق عمودياً، يصل مداها إلى 15 كيلومتراً، ويصل ارتفاعها إلى 10 كيلومترات. ويتميز النظام بسرعة جاهزيته حيث يستغرق ثلاث دقائق فقط ليكون مستعداً لإطلاق النار، مع قدرة على تعقب ما يصل إلى 48 هدفاً والاشتباك مع أربعة أهداف في آن واحد، وتصنيف عشرة أهداف حسب درجة التهديد.

يُشغل النظام فريق مكون من ثلاثة أفراد يتضمن قائد المركبة، والمشغل، والسائق. يمثل تسليم منظومات Tor-M2K دفعة قوية في برنامج تحديث الجيش المصري، ويعكس التزام روسيا المستمر بدعم وتعزيز شراكتها الدفاعية مع مصر، مما يعزز من موقع الأخيرة في المنطقة على الصعيد العسكري والاستراتيجي.

تابعنا على: