يُنفذ هذا المشروع في إطار شراكة دولية، حيث تملك كوريا الجنوبية 60% من الحصة، بينما كانت حصة إندونيسيا 20% قبل أن تُخفض إلى 7.5% في عام 2024 بعد تعديلات مالية، مع احتفاظها بحقوق الوصول إلى البرنامج وخطط مستقبلية لاقتناء المقاتلة.

كُشف عن النموذج الأولي في أبريل 2021، وأجرت الطائرة أول رحلة تجريبية في عام 2022، ثم انطلقت مرحلة الإنتاج الكمي في 2024. وفي منتصف عام 2025، أبرمت الحكومة الكورية عقدًا جديدًا مع شركة KAI لإنتاج 20 طائرة إضافية، في صفقة بلغت قيمتها 2.39 تريليون وون كوري، أي ما يعادل نحو 1.75 مليار دولار، وذلك عقب صفقة سابقة في 2024 لتوريد 20 طائرة. وقد أدى ارتفاع تكاليف الإنتاج إلى زيادة سعر الوحدة، حيث يُقدر هيكل الطائرة بنحو 70.4 مليون دولار، بينما تصل الكلفة الكاملة إلى نحو 110 ملايين دولار بعد تجهيزها بالمحركات والأسلحة والأنظمة المساعدة.

تستخدم KF-21 محركين من طراز General Electric F414 يولّدان معًا نحو 44 ألف رطل من قوة الدفع. وهناك خطط مستقبلية لاستبدال هذه المحركات بأخرى محلية من تطوير “هانوا للطيران والفضاء”، في خطوة تهدف لتعزيز الاستقلالية الدفاعية لكوريا الجنوبية. وتبلغ سرعة الطائرة القصوى 1.8 ماخ، ويصل مداها القتالي إلى حوالي 2,900 كيلومتر، مع قدرة حمولة قصوى تبلغ 7,700 كغ، تشمل الوقود والأسلحة. كما تتميز بنظم إلكترونيات طيران متقدمة، من بينها رادار محلي من نوع AESA، ونظام تتبع بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، وحواسيب مهام حديثة. وتحتوي الطائرة على 9 إلى 10 نقاط تعليق خارجية تدعم تسليحها بصواريخ جو-جو من نوع ميتيور وIRIS-T، وصواريخ جو-أرض Taurus KEPD 350، إضافة إلى مدفع M61 Vulcan عيار 20 ملم.

يبلغ معدل التصنيع المحلي للمكونات نحو 65%، من ضمنها الرادارات والإلكترونيات، بما ينسجم مع الرؤية الكورية الرامية إلى بناء صناعة دفاعية مستقلة وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب، مع تعزيز الابتكار المحلي.

تسعى كوريا الجنوبية حاليًا لترويج KF-21 في أسواق الدفاع الآسيوية والشرق أوسطية. ومن بين الدول التي أبدت اهتمامًا كبيرًا الفلبين، التي تفيد تقارير أنها تخطط لاقتناء ما يصل إلى 40 طائرة. كما ظهرت مؤشرات أولية على اهتمام من بيرو، في حين تتابع بولندا تطورات النسخة الثانية “بلوك 2” عن كثب. وتُعد الإمارات وتايلاند وماليزيا والعراق من الزبائن المحتملين في المدى المتوسط.

ورغم المنافسة الحادة مع مقاتلات بارزة مثل رافال الفرنسية وغريبن السويدية وإف-35 الأمريكية، إلا أن KF-21 تبرز كخيار اقتصادي جذاب للبلدان التي تبحث عن قدرات حديثة بأسعار شراء وتشغيل أقل.

يتركز أداء النسخة الحالية “بلوك 1” على مهام القتال الجوي، دون قدرات متكاملة متعددة المهام، لكن من المتوقع أن تعزز النسخة المقبلة “بلوك 2” قدرات الهجوم الأرضي والضربات الدقيقة، ما سيمنح الطائرة مرونة عملياتية أكبر. ومع تصاعد الاهتمام الدولي، يُتوقع أن تتغير الأسعار مستقبلًا حسب التجهيزات المختارة وحزم الأسلحة والتدريب والدعم الفني المطلوبة من كل زبون.

تبلغ الكلفة التقديرية للوحدة نحو 110 ملايين دولار، ما يجعل KF-21 بديلًا مقنعًا في سوق تهيمن عليه مقاتلات باهظة الثمن. فعلى سبيل المثال، تُقدّر كلفة مقاتلة رافال التي اشترتها صربيا مؤخرًا بنحو 250 مليون دولار للوحدة، بفضل إلكترونياتها المتقدمة وتعدد مهامها. أما غريبن، التي تدرسها القوات الجوية الكولومبية، فتتراوح كلفتها بين 162 و243 مليون دولار للوحدة. في المقابل، بلغت كلفة مقاتلة إف-35 التي تشغّلها كوريا الجنوبية 202.4 مليون دولار لكل طائرة ضمن صفقة شراء 25 طائرة.

ورغم أن منصات مثل إف-16 وإف/إيه-18 لا تزال قيد الإنتاج، فإن النسخ المطورة منها تأتي بكلفة مرتفعة ولم تسجل مؤخرًا أي نجاحات كبرى في التصدير.

KF-21 Boramae ليست مجرد طائرة مقاتلة، بل تمثل خطوة نوعية في مسيرة كوريا الجنوبية نحو تعزيز صناعتها الجوية والدفاعية، وإثبات حضورها كمصدّر عالمي للمقاتلات المتطورة. وإذا استمرت وتيرة التطوير وارتفع الطلب الدولي، فقد تتحول إلى أحد أعمدة التوازنات الجوية في المستقبل القريب.

تابعنا على: