موقع الدفاع العربي – 10 يوليو 2025: تعتزم روسيا استقدام ما يصل إلى مليون عامل هندي للعمل في قطاعات مختلفة قبل نهاية العام الجاري، وذلك بسبب نقص حاد في اليد العاملة، حيث تم إرسال عدد كبير من العمال الروس إلى جبهات القتال في أوكرانيا.

وأوضح أندريه بيسيدين، رئيس غرفة التجارة والصناعة في منطقة الأورال الروسية، أن هذه المبادرة تأتي في ظل أزمة متفاقمة في سوق العمل نتيجة الحرب في أوكرانيا والمشكلات الديمغرافية الهيكلية التي تعاني منها روسيا.

وفي مواجهة هذا التحدي، تسعى موسكو إلى دعم قواها العاملة من خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق.

وقال بيسيدين في مقابلة صحفية: “تم التوصل إلى اتفاقيات، خصوصاً مع الهند. ووفقاً لزملائي هناك، سيصل نحو مليون متخصص هندي إلى روسيا، بما في ذلك منطقة سفيردلوفسك، قبل نهاية العام.”

وفي إطار التعاون الثنائي، سيتم افتتاح قنصلية هندية جديدة في مدينة يكاتيرينبورغ لتسهيل إجراءات وصول العمال الهنود وتوزيعهم على أماكن العمل في روسيا.

وبيّن بيسيدين أن هؤلاء العمال سيشغلون وظائف شاغرة في قطاعات حيوية مثل التعدين والهندسة الميكانيكية في منطقة سفيردلوفسك، حيث أصبح نقص اليد العاملة أمراً حرجاً.

وأضاف: “العديد من العمال المحليين توجهوا للمشاركة في النزاع في أوكرانيا، في حين أن الشباب لا يهتمون بالعمل في المصانع.”

وإلى جانب الهند، أشار بيسيدين إلى أن هناك جهوداً لتوظيف عمال من دول أخرى مثل سريلانكا وكوريا الشمالية.

وقد بدأت بالفعل بعض الشركات الروسية في السعي إلى استقدام عمال من الهند. ففي مارس الماضي، أطلقت مجموعة “ساموليوت” العقارية، ومقرها موسكو، برنامجاً تجريبياً لاستقدام عمال بناء هنود.

وعلى الرغم من أن المسؤولين التنفيذيين في الشركة أشاروا إلى مزايا مثل انخفاض الأجور وقلة تنقل العمال مقارنةً بنظرائهم من آسيا الوسطى، إلا أنهم واجهوا عدة صعوبات في تنفيذ المشروع.

وقال أليكسي أكيندينوف، المدير التنفيذي للمجموعة: “النتائج لم تكن مُرضية للغاية”، مشيراً إلى أن العقبات الأساسية تمثلت في الحواجز اللغوية والاختلافات الثقافية.

وخلال العام الماضي فقط، تقدّم أكثر من 4,000 مهاجر هندي بطلبات عمل في مدينة سانت بطرسبرغ وحدها، كما سُجّل توافد عمال هنود إلى مناطق أخرى مثل كالينينغراد وموسكو.

وفي ضوء هذا التوجه المتزايد، اقترح اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال الروسي، وهو جهة مؤثرة، إنشاء مركز تدريب مهني في الهند لإعداد العمال وتأهيلهم للعمل في السوق الروسية تحديداً.

وقد حظي هذا المقترح بدعم وزير التعليم الروسي، سيرغي كرافتسوف، الذي أكد أن التنسيق سيتم مع وزارة الخارجية الروسية لتنفيذ هذه المبادرة.