هآرتس: مقابل الإنجاز في ايران، في غزة نتنياهو توجهه اعتبارات سياسية
بيروت تايم -

beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "هآرتس: مقابل الإنجاز في ايران، في غزة نتنياهو توجهه اعتبارات سياسية" بالتفصيل.

هآرتس 23/6/2025، يوسي فيرترمقابل الإنجاز في ايران، في غزة نتنياهو توجهه اعتبارات سياسية

بنيامين نتنياهو، مثل دونالد ترامب، تعود على التذمر دائما من أنه لا يحصل على التقدير الذي يستحقه. فقط يهاجمون وينتقدون ولا احد منهم يثني عليه أو يمتدحه. “حتى لو مشيت على الماء سيقولون بأنني لا أعرف السباحة”، هكذا احتج ذات مرة. عن الأيام العشرة الأخيرة وبحق (“الأيام العشرة في حزيران”، هكذا ربما سيسمون الفيلم) يستحق كل الثناء الموجود في العالم.

قرار مهاجمة ايران، سواء من خلال الأمل والتقدير أو من خلال المعرفة بان ترامب سينضم، تبين انه احد القرارات المبررة في تاريخ إسرائيل. المشروع النووي الإيراني تعرض لضربة شديدة (الى أي درجة هي شديدة، هذا ما سنعرفه قريبا)، ليس هذا فقط بل أيضا الظواهر العرضية لها هي في معظمها إيجابية. الأهم من بينها هو تعزيز التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة. الشكوك التي كانت لدى ترامب بخصوص نتنياهو بعد اغتيال قاسم سليماني اختفت. ضرب ايران هو مهم وسيكون بالإمكان استغلاله في المستقبل من اجل التوصل الى اتفاق التطبيع مع السعودية ومع دول إسلامية أخرى.

الانتجازات في ايران تبرز بصورة اكبر كارثة 7 أكتوبر، الهرب من تحمل المسؤولية، تشويه جهاز الامن ومنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وفي المقام الأول جريمة التخلي عن المخطوفين. الابعاد والقوة لهذه المأساة فقط تزداد في اعقاب الاقوال التي قالها نتنياهو في الأسبوع الماضي، وهي أن خطة الهجوم المحدودة بدأت في تشرين الثاني الماضي بعد هزيمة حزب الله وإخراج منظومة الدفاعات الجوية في ايران عن العمل، وأن الموعد الأصلي كان في نيسان قبل شهرين تقريبا (لكن الأمريكيين طلبوا إعطاء فرصة للمفاوضات).

اذا كان الامر هكذا فلماذا لم يعمل رئيس الحكومة على انهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة جميع المخطوفين؟. فمنذ تشرين الثاني، كانون الأول، وبالتأكيد  من كانون الثاني الماضي (وعمليا قبل ذلك بكثير) لا توجد حرب في غزة. هناك مهمات امن جاري. حماس هزمت. الادعاء بانه “اذا انهينا الان فان هذا سيكون استسلام لأن حماس ستبقى على الحدود”، هو ادعاء لا أساس له. ما الذي فعلناه هناك خلال اكثر من 20 شهر.

السبب الوحيد في ان نتنياهو لا ينهي الموضوع في غزة كان وما زال سياسيا. ومن اجل ذلك يقتل الجنود ويموت المخطوفين. وسائل الاعلام البيبية بدأت امس في تسويق رواية جديدة وهي أنه لو أن يحيى السنوار لم يهاجم في 7 أكتوبر لما كنا وصلنا الى هذا الحد ولما كنا شاهدنا تدمير المشروع النووي الإيراني. الرسالة الضمنية هي انه بنظرة الى الوراء أيضا ابعاد الفشل تأخذ تناسبا – من هنا أيضا تاتي مسؤولية الزعيم. يئير نتنياهو اخذ ذلك خطوة الى الامام. ففي تغريدة ساخرة قال “الفرق بين الهجوم في ايران وبين 7 أكتوبر هو الدولة العميقة. في السابق عرفنا أن ما يبدأ في العقل المريض وفي آلة الطباعة المسممة للابن يصل الى احاطات الأب وأفلامه.

نتنياهو لمح أمس بانه من ناحيته يمكن انهاء الحرب مع ايران، بعد أن تحقق وعده الذي استمر لسنوات كثيرة، وهو تدمير المنشآت النووية في ايران. هذا هو بيبي الذي كان ذات يوم والذي سعى الى انهاء العمليات بسرعة قبل أن تتعقد الأمور. هكذا هو فعل في لبنان وهكذا هو لا يفعل في غزة، لأن الخوف من سموتريتش وبن غفير يصيبه بالشلل. هذا وهم مطلق. حتى لو اعلن الان عن انهاء الحرب وعن صفقة جريئة تشمل اطلاق سراح آلاف المخربين مقابل خمسين مخطوف، احياء واموات، فان ملائكة التخريب هذين لن يغردا.

مناقشة مسالة “كيف سيذكر التاريخ نتنياهو” تشغلنا منذ 8 أكتوبر، وأيضا قبل المذبحة في غلاف غزة التي جاءت في ذروة الانقلاب النظامي الذي مزق الدولة الى أشلاء. النجاحات العملياتية في القطاع وفي لبنان وبشكل غير مباشر في سوريا، لم تحسن وضع كتلة نتنياهو في الاستطلاعات لأن الفهم كان ان الإنجازات هي للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو وشعبة الاستخبارات والشباك والموساد – الأجهزة التي نتنياهو ومبعوثيه شهروا بها.

اذا كنا نتكلم عن التاريخ فهاكم واقعة غير بعيدة. قبل عقد تقريبا انتشر مفهوم “يتسهار مقابل بوشهر”. في عهد أوباما تم التحدث عن صفقة. تجميد البناء في المستوطنات مقابل موافقة الولايات المتحدة على أن تهاجم إسرائيل لوحدها المنشآت النووية في ايران. أمس نشرت صور للمنشأة في بوشهر وهي ينبعث منها الدخان (من غير الواضح اذا تمت مهاجمتها)، في حين ان المستوطنة المتطرفة في جنوب نابلس ما زالت قائمة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook



مصدر الخبر

| نُشر أول مرة على: natourcenters.com
| بتاريخ: 2025-06-23 13:24:00
| الكاتب: Karim Younis


إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي

مركز الناطور للدراسات والأبحاث يوسي فارتر محلل الشؤون الحزبية في صحيفة هارتس

" data-medium-file="https://beiruttime-lb.com/wp-content/uploads/2025/04/هآرتس-تصريح-نتنياهو-ورقة-اعلامية-300x188.jpg" data-large-file="https://beiruttime-lb.com/wp-content/uploads/2025/04/هآرتس-تصريح-نتنياهو-ورقة-اعلامية-1024x640.jpg">
معجب بهذه:

إعجاب تحميل...



إقرأ المزيد