ليبانون نيوز أونلاين - 6/1/2025 6:48:30 PM - GMT (+2 )

وجع الأرض وقلق الجيل
أنا ابن هذه الأرض التي لا تعرف السكون، أرضٌ مرّ عليها التاريخ كما مرّت عليها الجيوش، أرضٌ باركتها السماء، لكن أثقلتها الصراعات والحروب، أرضٌ لا تنضب من الخيرات، لكن أبناءها منهكون بالفقر والانتظار.
كبرتُ على صوت الأمل، وتعلّمت أن الأرض هي الهوية، وأن البقاء فيها فعل مقاومة. أحببتُ أن أزرع، أن أتعلم، أن أعمل هنا، بين أهلي، في وطني… لا في غربتي. حلمتُ أن أكون فردًا يُضيف، لا مجرد رقم في معادلات الهجرة أو ضحايا النزاع.
لكن كل يومٍ يمر، أشعر أن تعبنا يُهدر، أن أحلامنا تُستهلك في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، في خلافات تورثنا الخوف والضياع، وفي نظامٍ لا يرى في الشباب مشروع بناء، بل أداة بقاء.
نحن الجيل الذي يصرخ في صمت، يحمل جرح البلاد ويبتسم، يبحث عن معنى في واقع مجوف، ويخشى أن يذهب العمر في انتظار لحظة وطن، لحظة عدل، لحظة أمان.
أكتب اليوم لأن الخوف بدأ يعلو على الحلم. أخاف أن تسرقني الأيام كما سرقت من سبقوني، أن أُستهلك في معارك لا تشبهني، أن أُستثمر لغير أرضي، أن أُهزم دون أن أخوض حربًا، أن أفنى قبل أن أعيش فعلًا.
لكني لن أصمت. سأبقى أكتب، أتكلم، أزرع، أتعلم، أحلم… سأبقى على هذه الأرض، ما دامت تنبض في قلبي. فأنا لست ضحية التاريخ، بل شاهده، وصانعه إن أُتيحت لي الفرصة.
إقرأ المزيد