بيروت تايم - 5/2/2025 7:32:51 AM - GMT (+2 )


في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها الرقمنة والممزوجة بسياسات الدول المؤثرة في الاقتصاد العالمي، تبرز دبي كمركز إقليمي ودولي رائد في استقطاب كبار صناعة العملات المشفرة لاستكشاف الفرص الواعدة لتنمية أعماله واستثماراته رغم التحديات التي تواجه هذا المجال كجزء من التكنولوجيا المالية.
توافد مهتمون بالعملات المشفرة (الكريبتو) على دبي وتجمعوا تحت شمس الخليج الحارقة على أمل أن يتواصل بث حالة التفاؤل في القطاع على الرغم من مؤشرات على انحسار الحفاوة التي كانت أحاطت بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من هذه الصناعة.
ويحتاج المستثمرون في عام 2025 إلى التركيز على التنويع والتحليل الأساسي وإدارة المخاطر للتنقل في المشهد المتغير باستمرار للأصول المشفرة، التي يبدو أنها أمام فرصة لاستعادة طفرتها مجددا.
وهذه العملات هي رموز تحمل اسم اتجاهات الإنترنت أو الأشخاص المشهورين وتعتمد على شبكة كمبيوتر عالمية لامركزية ولا تستلزم وجود مؤسسة مركزية مثل البنك. وفي حين أن معظمها لا يُقلع أبدا، إلا أن بعضها يلقى رواجا.
ويؤكد الخبراء أن المشاركة في شبكة تعدين العملات الافتراضية مشروع مربح للغاية، ومع ذلك، فإن متطلبات استهلاك الطاقة الكهربائية والأجهزة غالبًا ما تحد من ربحيّتها، خاصة بالنسبة إلى المعدنين ذوي الموارد المحدودة.
ومن بين المتحدثين في مؤتمر توكين 2049 الذي انطلق الأربعاء ويختتم الجمعة في المدينة الصحراوية رؤساء تنفيذيون في عدد من شركات التشفير الكبرى حول العالم ورئيس الأصول الرقمية في شركة بلاك روك لإدارة الأصول وبنك الاستثمار غولدمان ساكس إلى جانب إريك ترامب ابن الرئيس الأميركي.
وبعد أن كان يوما متشككا في العملات المشفرة، تعهد ترامب بدعم القطاع من خلال تخفيف القيود التنظيمية حتى إنه أطلق عملته المشفرة الخاصة، في تحول شهدته الصناعة بعد انهيار سلسلة من شركات الكريبتو عام 2022.
وقفزت أسعار العملات المشفرة إلى مستويات قياسية بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية مطلع نوفمبر 2024، لكنها انخفضت هذا العام.
وتراجعت بتكوين بنحو 12 في المئة عن ذروتها وسط تأثر المعنويات بالحرب التجارية العالمية، ومخاوف أثارتها وتيرة الإجراءات التنظيمية الداعمة للعملات المشفرة في عهد ترامب التي جاءت أبطأ من المتوقع.
وتوافد الحضور على المؤتمر الذي يتوقع أن يصل عدد المشاركين فيه إلى حوالي 15 ألف شخص، على مكان الفعالية، بينما جلس جملان دون اكتراث بالموسيقى الصاخبة في الخلفية. وقد تباينت آراء الحضور حول تأثير ترامب على القطاع.
وقال ميكلوس فيزبريمي الرئيس التنفيذي للعمليات في منصة بث مدمجة مع تكنولوجيا ويب 3 “على المدى الطويل، سيكون الوضع جيدا للعملات المشفرة، لكن في الواقع الأمر يعتمد على انتعاش الاقتصاد العالمي.”
وأضاف “أعتقد أن الدول بمجرد أن تبدأ في الشعور بتأثير الرسوم الجمركية، سيكون هناك الكثير من المعاناة وقد تنتظرنا أوقات عصيبة.”
ومع ذلك، استهل القطاع العام 2025 ببداية قوية مستفيدا من تدفق الأموال من المستثمرين ومن محافظ إدارة الأصول في العديد من مناطق العالم.
وأظهرت بيانات شركة بيتش بوك للأبحاث والبيانات الاقتصادية أن إجمالي استثمارات رأس المال المغامر العالمي في شركات العملات المشفرة بلغ 5.4 مليار دولار في الربع الأول من عام 2025، مسجلا أفضل ربع سنوي لها منذ منتصف عام 2022.
وبحسب المؤشرات التي تتابع عن كثب هذه الصناعة المليئة دوما بالمفاجآت والتقلبات، فإن حجم سوق العملات المشفرة تتجاوز حاجز الثلاثة تريليونات دولار.
وقال هربرت ر. سيم، أحد الحضور، مرتديا سترة تحمل شعار بتكوين، إن “التنبؤ بتأثير سياسات ترامب على قطاع العملات المشفرة كان صعبا للغاية، ولكن حتى الآن… (التقدم) يقتصر على الجانب التنظيمي.” وأضاف “الأمور تتحسن في الولايات المتحدة.”
وتبرز دولة الإمارات بسرعة مركزا رئيسيا لشركات العملات المشفرة، إذ تعمل أعداد منها على تأسيس أعمالها أو تسعى للتوسع.
وأعلنت بينانس، أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم، في مارس الماضي أن مجموعة أم.جي.إكس الاستثمارية المدعومة من أبوظبي استثمرت فيها ملياري دولار، مما عزز علاقاتها مع الإمارات.
ورحب الجمهور بمؤسس المنصة تشانغبينغ تشاو الذي قضى العام الماضي أربعة أشهر في السجن بعد إقراره بانتهاك قوانين الولايات المتحدة لمكافحة غسيل الأموال، بحفاوة على المنصة الرئيسية.
وتنحى تشاو عن منصبه كرئيس تنفيذي لبينانس كجزء من تسوية بقيمة 4.3 مليار دولار مع السلطات الأميركية، لكنه لا يزال مساهما رئيسيا.
وتواصل السلطات الإماراتية الترويج لتبني العملات المشفرة. وقال إريك ترامب إن “مشتري الشقق في برج جديد يجري التخطيط له في دبي،” أطلقته مؤسسة ترامب هذا الأسبوع بالتعاون مع شركة تطوير عقاري فاخرة، “سيتمكنون من الدفع باستخدام بتكوين.”
وأطلق بنك الإمارات دبي الوطني في الآونة الأخيرة خدمات تداول العملات المشفرة من خلال الذراع الرقمية له وهي منصة ليف.
كما يخطط مركز دبي للسلع المتعددة، وهو إحدى أكبر المناطق الحرة في المدينة، والتي تعمل بها أكثر من 600 شركة متخصصة في العملات المشفرة، لافتتاح “برج العملات المشفرة” في أوائل عام 2027 لاستضافة المزيد من الشركات.
وقال أندريه ليسينفيلد، أحد الحضور الوافدين من ألمانيا، “أصبحت ممارسة الأعمال أسهل بكثير هنا”، مشيرا إلى دبي.
وهذا الأسبوع أعلنت ثلاث مؤسسات كبرى في الإمارات عن خطط لإطلاق عملة مستقرة جديدة مدعومة بالدرهم، وتخضع لتنظيم كامل من قبل البنك المركزي ويصدرها بنك أبوظبي الأول.
وستتعاون الشركة القابضة (أي.دي.كيو) وهي صندوق ثروة يتبع لحكومة أبوظبي وبنك أبوظبي الأول والشركة القابضة الدولية (آي.أتش.سي) في المشروع، الذي يهدف إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي بالبلاد وترسيخ مكانتها كقائد عالمي في مجال التكنولوجيا المالية.
وتم تصميم العملة المستقرة القادمة، والتي ستعمل على بلوك تشين أي.دي.آي، لتكون بمثابة عملة رقمية آمنة وموثوقة للمستهلكين والشركات والمؤسسات على حد سواء.
وسيدعم المشروع أيضا التقنيات الناشئة، مثل المعاملات بين الآلات والعمليات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يفتح الباب أمام حالات استخدام جديدة تتجاوز التمويل التقليدي.
وقال الرئيس التنفيذي لصندوق أي.دي.كيو، محمد السويدي إن العملة المستقرة ستوفر حلا “آمنا وفعالا وقابلا للتطوير”، مما يساعد في دفع النمو في الاقتصاد الرقمي المتطور. ووصفها بأنها “خطوة محورية” نحو تعزيز البنية التحتية الرقمية بالبلد الخليجي.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :lebanoneconomy.net
بتاريخ:2025-05-02 05:15:00
الكاتب:hanay shamout
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
إقرأ المزيد