بيروت تايم - 1/22/2025 3:43:47 AM - GMT (+2 )
وقّعت الجمهورية الإسلامية في إيران منذ أيام، ممثلةً برئيسها مسعود بزشكيان،معاهدة شراكة شاملة مع روسيا، سيكون لها تأثيراتها الكبيرة على الدولتين، وعلى منطقة غربي آسيا، وحتى على كل العالم. فهذه المعاهدة تأتي في خضم تحولات كبيرة تشهدها منطقتنا والعالم، وستعزّز بالتأكيد من التعددية القطبية الدولية.
فمن خلال مواءمة جهودهما عبر المجالات العسكرية والاقتصادية والجيوسياسية، نجحت الدولتان في إقامة شراكة تتحدى هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. وبالرغم من أن تحالفهما يواجه بعض القيود (خاصةً على الصعيد العسكري بحيث لا يُلزم أحد البلدين بالدفاع عن الآخر في حال تعرضه للهجوم، بل يقتصر فقط على عدم تقديم المساعدة العسكرية أو أي دعم آخر للمهاجم)، فإنه لا يمكن التقليل من تأثيراته الإقليمية والدولية. بل إن تحالفهما يقدّم مثالاً مهماً لدول أخرى، على أهمية التعاون البراغماتي بين الدول، ذات المصالح والتحديات المشتركة. وهذا ما عبّر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينما وصف المعاهدة بأنها “اختراق حقيقي” يعطي قفزة نوعية للعلاقات المشتركة، وأن ما يهم البلدين هو تحقيق السلام في الإقليم. فيما وصفها الرئيس الإيراني بزشكيان بأنها فتحت “عصرًا جديدًا في العلاقة بين إيران وروسيا”.
وتعد معاهدة التعاون الثنائي الشامل هذه، هي نتيجة لثلاث سنوات من المفاوضات المكثفة، والتبادلات بين كبار المسؤولين، وتعكس الإرادة المشتركة بين طهران وموسكو لتعزيز علاقاتهما في مختلف المجالات.
فما هي أبرز المعلومات حول هذه المعاهدة؟
_وصفها سفير الجمهورية الإسلامية لدى روسيا كاظم جلالي بالحدث التاريخي الذي يؤطر العلاقات الثنائية بين البلدين على مدى العقدين المقبلين، موكدا أن المعاهدة تهدف إلى مواجهة العقوبات الأميركية.
_تركز على التعاون البيئي والاقتصادي والتقني والدفاعي والأمني والاستخباري والثقافي والسياحي والأكاديمي وفي مجال التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.
_ تتكون المعاهدة من 47 مادة وتغطي أكثر من 30 مجالاً للتعاون، ومن المقرر أن تستمر لمدة 20 عاماً مع تمديدات تلقائية لفترات مدتها 5 سنوات لاحقة.
_تعطي دفعاً قوياً للمشاريع المشتركة بين الدولتين، بما في ذلك مشروع تطوير المحطات النووية، ومجالات الطاقة مثل إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز عبر أذربيجان، وتعزيز البنى التحتية في مجالات الشحن والنقل.
_أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، بأن المعاهدة المالية بين البلدين تعتمد على سعر الصرف المتفق عليه في سوق الصرف التجاري كأساس للتسوية المالية بين الجانبين. كما أعلن انطلاق المرحلة الأولى من المشروع التنفيذي الكبير بين إيران وروسيا، وهو ربط شبكة نظام الدفع (مير) الروسية بشبكة (شتاب) الإيرانية المالية، الذي يتيح إضافة إلى استخدام العملات الوطنية في مجال التجارة المشتركة، إمكانية ربط أنظمة الدفع المصرفية المحلية في البلدين وإمكانية ربط شبكات نظام الدفع فيهما.
دوجين: خطوة بارزة
وقد أكّد المنظّر الجيوستراتيجي الروسي ألكسندر دوغين، على أهمية التوقيع على هذه المعاهدة بين الدولتين، وهو الذي لطالما دعا الى التحالفات الاوراسية. فقد وصف دوغين ما حصل بالخطوة البارزة التي ستضمن للطرفين تحقيق مصالحهما الإستراتيجية في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم، كما وصف التحالف بين الدولتين بأنه سيخلق توازنا مهما في منطقة أوراسيا.
وأضاف دوغين في تقرير تلفزيوني، أن روسيا هي الآن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق حلم جنرالاتها منذ أيام الإمبراطورية الروسية، بالحصول على إمكانية للوصول إلى المحيط الهندي.
ولفت دوغين بأن هذه المعاهدة التي واجهت سابقا، مقاومةً في الداخل الإيراني والروسي لسنوات طويلة، هي خطوة جيوسياسية هامة، ستسمح بإنشاء تكتل روسي إيراني في مجالات متعددة بما في ذلك التجارة الدولية والطاقة والتكنولوجيا وأمن المعلومات، فضلا عن الطاقة النووية السلمية. مشيراً إلى أن توقيع المعاهدة جاء في توقيت مهم جدا وحساس، يتزامن مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، ومع توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بعد حرب استمرت لشهور طويلة.
ورأى المفكّر الروسي بأن هذا التحالف سيساعد على ضمان ثبات ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط. معتقداً بأنه بالرغم من أن روسيا ليست معادية لإسرائيل، إلا إنها ستلعب مستقبلا دور الضامن لأمن حلفائها، مع العلم بأن إسرائيل تعتمد على الغرب خصوم روسيا. مستخلصاً بأن هذه الاتفاقية هي حل لكل الأزمات الجيوساسية والتوترات التي شهدتها العلاقات الثنائية للدولتين على مدى السنوات الطويلة السابقة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :alkhanadeq.org.lb
بتاريخ:
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
إقرأ المزيد