صوت لبنان - 11/9/2024 8:34:39 PM - GMT (+2 )
وأضاف، “تم التخطيط لعمليات الجيش الإسرائيلي على أساس جمع معلومات استخباراتية مكثفة وبما يتفق تماماً مع القانون الدولي”.
إن جمعية القرض الحسن ليست سوى واحدة من العديد من المنظمات المرتبطة بحزب الله والتي تمد مئات الآلاف من اللبنانيين بمختلف أنواع الدعم المعيشي، وخاصة أولئك الذين يشكلون قاعدة الحزب.
وتتشابك قصة الجمعية مع قصة الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان.
وتأسست الجمعية في أوائل الثمانينيات، وكانت تقدم القروض للأسر والمتزوجين حديثاً، لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم الشخصية المختلفة، وفي الآونة الأخيرة، بدأت الجمعية أيضاً في تقديم قروض لأشياء مثل المشاريع الزراعية والألواح الشمسية.
وفي عام 2007، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الجمعية، قائلة إنها تستخدم من قبل حزب الله “كغطاء لإدارة أنشطته المالية”.
وقد تم تسليط الضوء عليها مرة أخرى في أغسطس/ آب 2019، عندما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بنك جمال ترست، مدعية من بين عدة أمور، أنه “يسهل عن علم الأنشطة المصرفية للكيانات التي حددتها الولايات المتحدة والمرتبطة علناً بحزب الله”، بما في ذلك جمعية القرض الحسن. واضطر البنك إلى الإغلاق بعد أقل من ثلاثة أسابيع.
ولكن العقوبات الأمريكية، ثم انهيار القطاع المصرفي في لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 تسببا في نمو الجمعية بشكل لم يسبق له مثيل. فنتيجة للعقوبات المفروضة على الأفراد والكيانات التي قالت الولايات المتحدة إنها مرتبطة بحزب الله، أغلقت البنوك اللبنانية حسابات الأشخاص الذين اشتبهت في أنهم قد يسببون لها مشاكل مع وزارة الخزانة الأمريكية، وقد نقل العديد منهم أموالهم إلى جمعية القرض الحسن.
وثم، قام المزيد من الناس بإيداع الأموال في الجمعية بسبب انهيار الثقة في النظام المصرفي، بعد أن حجبت البنوك اللبنانية مدخرات الناس، في أعقاب الانهيار المالي والاقتصادي في عام 2019.
وانتهى الأمر بجمعية القرض الحسن، إلى أن تكون داعمةً للعديد من اللبنانيين الذين تم استبعادهم من النظام المالي بسبب العقوبات الأمريكية، ثم لمزيد من الأشخاص الذين لم يكن لديهم مكان لإيداع مدخراتهم في أعقاب الانهيار.
الآن، العديد منهم من بين المليون أو نحو ذلك من النازحين المنتشرين في جميع أنحاء لبنان اليوم، معظمهم من الجنوب والبقاع والضواحي الجنوبية لبيروت.
ويتكدس العديد منهم معاً في ملاجئ تديرها الحكومة وفي مبانٍ فارغة، ويشاهدون بلا حول ولا قوة الكثير من قراهم ومدنهم وقد دمرتها القوات الإسرائيلية.
ويعيش أولئك الذين لا تزال منازلهم قائمة في ترقب للموجة التالية من القصف، بينما يخشى أولئك الذين لديهم ودائع لدى جمعية القرض الحسن الآن من أن مدخراتهم قد نفدت، في ساعةٍ هم أشدُّ احتياجاً لها.
ولقد تعرض النازحون أنفسهم للقصف، في مناطق بعيدة عن مناطق القتال، مثل قرية أيطو ذات الأغلبية المسيحية في الشمال، حيث قُتل 23 شخصاً في غارة جوية الشهر الماضي، والمجتمعات المضيفة لهم في جميع أنحاء البلاد تشعر بالقلق بشكل متزايد؛ ولا أحد يعرف متى وأين قد تضرب إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، يشتبك حزب الله والجيش الإسرائيلي بشكل مباشر في الجنوب منذ أكثر من شهر، بعد أن بدأت إسرائيل عملية برية في جنوب لبنان في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول.
وأياً كان الاتجاه الذي يسلكه القتال على الأرض، فإن إسرائيل تمارس ضغوطًا على المجتمع اللبناني ككل، من خلال ضرباتها على المؤسسات المدنية مثل جمعية القرض الحسن.
ويرى البعض أن مثل هذه الهجمات قد تكون جزءاً من استراتيجية تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في لبنان، وتحويل البلاد إلى بيئة معادية لحزب الله و”مجتمع المقاومة”.
إقرأ المزيد